فعجب نافع من حفظه فأعاد ابن عباس القصيدة كاملة من مطلعها إلى ختامها وقال لمن لامه في حفظها: إنا نستجيدها! |
ثم انصرف عن المتأزمين بوجهه وأقبل على ابن أبي ربيعة يستزيده! |
فأنشده: تشط غداً دار جيراننا |
وسكت غير قليل فقال ابن عباس مكملاً البيت: |
وللدار بعد غدٍ أبعد!! |
فتعجب ابن أبي ربيعة وقال: اسمعتها أصلحك الله؟! |
فقال ابن عباس: كلا ولكن كذلك ينبغي!! |
ثم انصرفا عن بعضهما. |
ولكن ابن عباس كان يديم السؤال: هل أحدث هذا المغيري شيئاً بعدنا؟ |
ا.هـ |
لقد حرصت على نقل هذه الواقعة الموثقة للقراء ليتأملوا هذه الصورة من صور نابضة بالحياة في عصر هو أقرب العصور إلى عصر النبوة ومع رجل هو الأفقه والأعلم بكتاب الله!! |
وفي صحبة شاعر (قد يندرج) في قائمة (الإباحيين) فما عسى ان يقول (الموتورون)؟! لا ريب أنهم لو عاصروا ابن أبي ربيعة لوصموه بأقذع الأوصاف ولشتموه بأبذأ كلمات الخنا وربما حاكموه وأعدموه ذبحاً بالسكين مكبرين على رأسه ومهللين! |
ولا أستغرب أن يرد أغلبهم هذه الرواية أو يضعفها! |
وإن قبلوها فسيقولون: ان ابن عباس ليس معصوماً ولا مشرعاً وهنا سأسألهم: أين تربى هذا الصحابي؟ ومن الذي زكاه؟ |
وما هي أصول مدرسته الشرعية؟ |
عفواً: أنا لا أبحث عند الأعشى عن إجابة عن فوائد الشمس لأنه لا يملكها بل هي عبء عليه أما الأدب والاحتفاء بالأدباء فإنه شأن الأسوياء على مر التاريخ أما المرضى فهم قبل الاستمتاع بالأدب بحاجة إلى علاج طويل آخره بلا ريب الكيّ |
رحم الله ابن عباس ورضي عنه وكم نحتاج إلى عودة الى تراثه وتملي ما فيه لعل وعسى نجد بعض الترياق ولا عزاء للأدباء! |
|
rabai4444@hotmail.com |