الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 13th November,2006 العدد : 176

الأثنين 22 ,شوال 1427

تحية خالصة للنعمي
عبدالرحمن الموكلي
مرارة الحنين، والروح المجروحة، الدربان اللذان خطا شاعرية النعمي! وكما الذاكرة تخلد وتنفي! جاء الشعر تخليداً، لكن الخوف من لحظة غياب هذه الذات، أبقى الشعر الملاذ الوحيد الذي يلوذ به النعمي؟ إما كحالة حنين تستروح سيرته الأولى، أو التلاقي بروحه التي تأتي مرة في صورة (أنا) مبشرة، ومرة الروح متفتتة ترى غبن القريب قبل البعيد والمكان قبل الزمان.
في قصيدة له معنونة (البحث عبر البوابات عن وطن):
في صرخة من نزيف الجرح تفزعني
ونظرة من عيون أشعلت بدني
في صرخة تملأ الدنيا مفجعة
وقسوة من جنون الغادر الأفن
وفي أسى يعلم الباري مرارته
بين اختيارين فقد الأهل، أو كفن
أسلمت للريح أهاتي على مضض
لكي تحدث عن حيّ بلا وطن
وتسمع الدهر أناتي وتشهده
أنّ الأعادي بنار الغدر تحرقني
هذه القصيدة دالة حالة، فإنها أصبحت ملازمة لشعر النعمي في الفترة الأخيرة، ربما فجيعته من هذا الزمن، فهو الشاعر الذي كتب للوطن وللأرض وللحبيبة، كتب للكل، لكن نسوه!؟ أو تناسوه..!؟ مع أنه الشاعر الأبرز في جيله..
وإذا كانت شاعرية الشاعر تعرف من خلال لغته، وبناء الجملة، فإن النعمي صاحب قاموس ثري وبناء خاص تحديداً في قصائده الرومانسية، تفرد القافية كجمالية في القصيدة العمودية، ميزة تحسب للشاعر.
مشكلة النعمي يقينه بشياطين الشعر أكثر من يقينه بشاعريته، وركونه إلى مجريات الغيب أكثر من أخذه بالأسباب، مع أنه لو أعاقته شعرة في فضاء لكتب شعراً لكنه يكتب غاصّاً بالخوف من القدر، ومن عثرات الروح، لذا لا غرابة إذا جاء شعره عن المكان الذي كان والزمان الذي مرّ.
ومع أنه الشاعر المتفرد في جيله، تحديداً في صوره الساخرة، لكن لم يخلص لهذه الميزة الشعرية، لو أخلص لها لنزعته عبر سخريته سيد هذا العالم، نعم يأتي هذا عبر أنا دونية لكن بطريق أو بآخر تلتقي مع الأنا النتشوية العليا.
أخيراً وليس آخراً أتمنى يكون هذا الاحتفاء بالشاعر النعمي بداية الطريق لإنصاف هذا الشاعر، فهو يستحق كل تقدير.

الصفحة الرئيسة
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved