ذاكرة بيضاء
خالد الأنشاصي
|
لِمَ كان الوقتُ
بلا وقتٍ
يكتبُ خاتمة الليلِ
على ضوء القمرِ الشاحب
يعلنُ
بدء الرحلةِ قبل البدءِ
ويحملني
ذاكرةً بيضاءْ؟!
لِمَ كنتُ وحيداً
رغمَ الليل؟
أنا ابنُ الليلِ
ونجمٌ بريٌّ
يخبو كل صباحْ
حين يشدُّ الوهجُ المتطايرُ
كالسنبلة المنفرطةِ
أشباحَ الدورْ
أقنعةَ الإنسان البائدْ
حين يصيرُ العمرُ بحجم رصاصةْ
لِمَ كنتُ وحيداً
رغم الشعر الموءودِ
ورغم أكاذيبِ الحرية؟!
أ لأني أدركتُ أخيراً
أني لا شيء
وأنكِ لا شيء
وأنا لا شيء؟!
أ لأن الليل/ أبي خوانٌ
يتركني في وجهِ الصبحِ
غريباً يحملُ زاد الرحلة
عمراً
مقبوراً في ذاكرةِ البحر
يشد ملامحَ وجه النيلِ
ويصحبُ زبدَ الماءِ
إلى اقربِ رملْ
يتفيأ ظل الوجدِ
ويكتبُ في ذاكرة الرملِ
حروفاً مبهمةً
واواً
طاءً
نونْ..؟
أ لأن الشعر الموءودَ
ضميرٌ
لا يقلقُ إلا صاحبهُ؟!
دليني
يا ملهمة البوْحِ
لماذا يقتلني الوقتُ
ويعلنُ بدء الرحلةِ
قبلَ البدءِ
ويحملني ذاكرةً
بيضاءْ؟!.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
