بعد استقالة ثقافي جدّة المعارضون: القرار ليس ملزماً .. ولن نتنازل عن الثقة..!
|
* جدة - صالح الخزمري:
تباينت الرؤى حول استقالة مجلس الإدارة بنادي جدة الأدبي حيث هذا الحدث الذي هو حديث الساعة وحديث المثقفين أخذ نصيبه من التحليل والإشادة بجرأة إدارة النادي في اتخاذ هذا القرار الذي يثبت بعدها عن الأنانية فيما لا يفاجأ به آخرون حيث إنه أصبح مطلباً ملحاً فالدماء الجديدة يجب أن تأخذ مكانها، فيما يرى آخرون أنه قرار يخص نادي جدة وليس ملزماً لبقية الأندية الأخرى على عكس من يتوقع أن تحذو بقية الأندية حذوهم.
كل الرؤى السابقة لم تختلف على ريادة نادي جدة ورئيسه المخضرم حيث النادي له الريادة وله السبق وله الفضل بعد الله في إنشاء الأندية الأدبية أصلا حيث كانت الانطلاقة مع محمد حسن عواد عندما عرض الأمر على الأمير فيصل بن فهد رحمهما الله بافتتاح نادٍ في جدة وتبعته بعد ذلك الأندية الأخرى.
الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين رئيس نادي جدة الأدبي أبان أن استقالة مجلس الإدارة بالنادي ليست غريبة، فبما أن وزارة الثقافة والإعلام لها تطلعات نحو التغيير والتجديد فلماذا لا نأخذها بأنفسنا ونترك المجال لغيرنا.
وأوضح أبو مدين أن معالي وزير الثقافة والإعلام أبدى ارتياحه وشدد على ذلك، وقد بادرنا بهذه الاستقالة لأن نادينا صاحب مبادرات.
ودعا الله أن يوفق القادمين لإكمال المسيرة، وركز على أهم شيء وهي دوريات النادي: (الراوي، نوافذ، علامات، عبقر) فهي إن توقفت توقف النبع.
وعن توقعاته لمن سيخلفهم قال: أولاً د. حسن النعمي باقٍ، ومتوقع من الأسماء سحمي الهاجري ومحمد صادق دياب. وختم بإبراز مكانة جدة فكما أن لها ثقلها الاقتصادي فكذلك لها ثقلها الثقافي وإن كان دون المأمول.
من جانبه يعتبر الأستاذ سحمي الهاجري عضو النادي أن القرار الذي اتخذه نادي جدة الأدبي المتضمن استقالة مجلس الإدارة هو موقف حيث نادي جدة هو النادي الرائد في إنشاء الأندية الأدبية أساسا حيث كانت البداية عندما طلب الأستاذ محمد حسن عواد ومعه عزيز ضياء من سمو الأمير فيصل بن فهد رحمهم الله الموافقة على إنشاء نادٍ أدبي بجدة فكانت موافقة سموه ثم انبثقت بعد ذلك الأندية الأدبية.
كما اعتبر الأستاذ سحمي أن كل المبادرات هي من نادي جدة فهو النادي المثال، ويعتقد أن كل الأندية ستحذو حذوهم، ويرى أن علينا أن نصدقهم عندما قالوا نتيح الفرصة لمتخذ القرار حتى لا تكون أمامه عقبة، وقد يعود عدد من العاملين سواء بالتعيين أو بالانتخاب ولكن يعودون في ظل رؤية جديدة وفي ظل تنظيم جديد، وأرى أن مبادرتهم مفيدة تحرك الساحة الثقافية فكأنهم يشيرون إلى تأخر وزارة الثقافة في هذا الجانب.
وختم حديثه بأنه موقف مقدَّر ولا يستغرب من نادٍ هو المبادر دائماً، والقرار يهدف لتحريك ساحة الأندية الأدبية ولساحة وزارة الثقافة أيضاً.
فيما اعتبر الشيخ سعد المليص رئيس نادي الباحة الأدبي أن هذا القرار يختص بصاحبه، فإذا استقال رجل أدب فهو خسارة فنحن نريد الرجال الذين يشتركون معنا في بناء هذه التنمية والثقافة والأدب في بلادنا فنحن على ثغر من ثغور الثقافة والأدب فإذا انسحبنا فمن يسد هذه الثغرة.
أما نحن فقائمون على أعمالنا ونرحب بإخواننا الذين يريدون أن يشتركوا معنا في التنمية الفكرية حتى نثري الساحة الأدبية ونرحب بكل جديد. ونحن منذ العام 1400هـ ونحن نسعى لافتتاح نادي الباحة حتى تيسر ذلك بجهود سمو أمير المنطقة وسمو نائبه وسمو الأمير فيصل بن فهد رحمه الله، وما دمنا نعمل للوطن كي نصقل مواهب الناشئة مثل ما صقلناها في العملية التربوية، وإذا حدث أن وجَّهت الوزارة تنظيماً جديداً فمرحباً به، وعموماً فالقرار وجهة نظر ولا تعمم على الأندية.
الأديبة المعروفة د. أميرة كشغري لم تبدِ مفاجأتها بقرار استقالة مجلس إدارة نادي جدة الأدبي حيث الأمر كان مخططاً له ونوقش سابقاً وكان من التوصيات في مؤتمر الأدباء إعادة تشكيل مجالس الإدارة، وأعتقد أن من هم في إدارة أدبي جدة عندهم العقلية الحضارية في أن مجالس الإدارة يجب أن تدخلها دماء جديدة من فترة لأخرى ولا يدل على قصور فعلى العكس يدل على أن ذلك الإنسان لديه العقلية التي لا تنظر لمصالحها الشخصية، فالثقافة ليس محتكرة من قبل أفراد بل تمثل جميع أطياف المجتمع حتى النساء.
وتبين د. أميرة أنها لم تفاجأ بهذا القرار لأنها تعرف الطريقة التي يدار بها هذا النادي، وعن خلف مجلس الإدارة. قالت: أتوقع حسب ما قرأت تنظيماً يحدث من أطياف متعددة بأعمار مختلفة وليس شرطاً وجود المخضرمين، وأهم عنصر لدى د. أميرة أن يكون لدى العضو ثقافة هي هم ورسالة وليست منصبا يتشرف به، وتعتقد أن الشخص إذا حمل الثقافة وكانت له حب سينجح ولا شك أن مجتمع جدة فيه الكثير من الكفاءات. وأشادت في كلمتها برئيس النادي الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين حيث هو من الرواد ولا أحد ينكر ذلك والنادي يستنير بخبرته واهتمامه، فأتمنى أن تدخل الدماء الجديدة وتأخذ دورها.
فيما اعتبر د. محمود زيني عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى أن لكل شيخ طريقته وهذا القرار ليس ملزماً لكل الأندية التي تعمل مثل نادي مكة ونادي القصيم ونادي أبها والطائف، هؤلاء موجودون في الساحة وأعمالهم منظورة وإيجابياتهم منظورة، هذه الأندية اختيرت من ولاة الأمر ولا يمكن للإنسان بعدما حظي بهذه الثقة أن يتنازل عنها ويعتذر، ولكن لهم ما يشاؤون وهذا أمر ليس ملزماً لبقية الأندية الأدبية الأخرى في أن تحذو حذو نادي جدة الأدبي.
هذه وجهة نظر لا تفسد للود قضية، وهكذا أرادوا أن يستقيلوا ويتركوا المكان لغيرهم، ولكن هذا لا يرى على غيرهم.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|