المبدأ المِدْيَني: (بيدي لا بيد عمرو)
هل يسلّم رؤساء الأندية استقالاتهم بدلاً من أن تُسلم نيابة عنهم
|
* الثقافة - سعيد الدحية الزهراني:
لم تكن استقالة مجلس إدارة نادي جدة الثقافي مستغربة بقدر ما هي علامة وعي ورقي حقيقي بل الأصح قراءة دقيقة للواقع الثقافي الآني.. واستشراف لقادم ثقافي مختلف.. ربما يكون مشابهاً للإعصار الذي يأتي على أرض ما فيغير ملامحها (جذرياً)..؟!
الرمز أبو مدين.. جاء إلى الرئاسة منتخباً.. وودعها مختاراً.. تاركاً خلفه إرثاً من العطاء والبناء المشرف بحق..!
إن كان ثمة ما يدعو للغرابة والتعجب فهو ما نراه من تشبث مبهم من بعض رؤساء الأندية الأدبية الأخرى تلك التي لم تخلد إلا الموت والفشل..؟!
كانت هي الأحرى والأولى بتقديم الاستقالة.. حفظاً لماء الوجه.. وإيماناً بفضيلة التغيير ..!
لا تجد (الثقافية) أدنى شك في أننا نشهد وسنعيش مرحلة من التغيرات والتحولات لن يكون أولها حل مجالس إدارات الأندية الأدبية (وهذا فيما يبدو لنا خلال فترة قريبة جداً) ولن يكون آخرها تأصيل ملامح وآفاق ثقافية بادت لدينا أو قل لم تكون يوماً ما أصلاً.. مثل السينما..!!
سؤالنا ها هنا.. بعد أن يتم حل مجالس إدارات تلك الأندية.. فهل سيكون (الانتخاب) هو الطريق الأوحد لشغلها..؟! أم أن العملية الانتخابية تستلزم تهيئة ربما ستعيق عملها وأداءها؟ وفي هذه الحالة.. هل سيتم التعيين من قبل الوزارة.. سواء بصفة مؤقتة أو بشكل رئيسي (الفترة الدورية للرئاسة).. أقول.. هل سيكون التعيين أمراً مطروحاً؟.. مع العلم بأن المطالبة والإجماع الثقافي لا ولن يرتضي غير الانتخاب..!!
أيضاً ماذا عن جمعية الثقافة والفنون.. بفروعها وأعضائها وأوراقها. هل ستظل تحمل المسمى الفضفاض (الثقافة والفنون) ليكسر كاهلها؟
أم أنها ستقتصر على الفنون كلون ثقافي محدد يستطيع أن يعبر عن ذاته وأحلامه وطموحه..؟!
هل هناك فكرة تدعو إلى ضمها والأندية الأدبية تحت سقف إدارة وبنائي واحد؟
كذلك جمعية الأدباء المثقفين.. أين سيكون موقعها من إعراب جملة اهتمامات وزارة الثقافة والإعلام والوكالة الثقافية؟
هل سيتم تفعيل بنائها وتأهيلها؟
وأخيراً هل سينقرض كائن الإقليمية أو المناطقية أو التوجهية بشكل فعلي..؟ ألم يئن الأوان لانقراضه أساساً؟!
هل سنجد طاقة جازانية تشغل رئاسة أدبي حائل ومثقفاً في الشرقية بأدبي القصيم؟ والعكس وهكذا مع بقية مناطق وطننا الغالي..
هل سنجد اندماجاً ثقافياً حقيقياً لمختلف أطياف الثقافة لدينا دون ألا يكون الاختلاف (خلافاً)؟!
وأخيراً.. متى يتبنى رؤساء الأندية الأدبية الأخرى المبدأ المديني.. بيدي لا بيد عمرو.. ويقدموان استقالاتهم.. قبل أن تُقدم نيابة عنهم..؟!
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
