الرؤيا الشعبية في الخطاب الملحمي عند العرب
(سيرة الأميرة ذات الهمة أنموذجا)
دراسة تطبيقية
|
تأليف: يوسف إسماعيل
دمشق: اتحاد الكتاب العرب، 2004
يقرأ هذا الكتاب سيرة الأميرة ذات الهمة، بوصفها نصاً شعبياً، أيديولوجيا يصوغ الرؤيا الشعبية كحلم وتصور وأيديولوجيا، تتغلغل في تفاصيل الملحمة الشعبية العربية للتعبير عمّا هو أبعد من آلية السرد ومتعتها إلى الرؤيا الأيديولوجية التي تكشف عن الموقف من الواقع وآلية معالجته عبر الرجوع نحو الماضي، بوصفه حاملاً لقيّم المنقذ والمخلص وراسماً لوعي مستقبلي يتجاوز الأزمة الوجودية على المستويين، الفردي والعام في عصور الانحدار العربي.في ضوء هذا الفعل التاريخي الذي يفرضه النص الشعبي، نحن مضطرون لإعادة النظر في آلية قراءة الراوي الشعبي الجمعي للتاريخ وأحداثه لنلامس سطوته الفنية وسيادته في امتلاك ما هو جوهري في التاريخ وإعادة إنتاجه بما يتوافق مع غايته القيمة في صياغة واقعه المعيش. ونحن مدعوون أيضاً لاحترام بلورته لصورة المستقبل ضمن حلم خاص، مشروع قومياً وأيديولوجيا وفنياً، بوصفه متجاوزاً لصور التراجع على المستويين: الداخلي والخارجي وحاملاً لقيم النهوض الوحدوي في ظل التمزق والتشرذم.. وفي ظل تلك المشروعية لحلم الراوي الجمعي فإنه من البدهي أن نصادف حلماً خاصاً بالشاعر الجمعي أيضاً.. الحلم القائم على الترابط مع حلم الراوي، في مناهضة الخطاب الرسمي لغوياً وفنياً ليفسح المجال لخطابه الفني الخاص المتناغم مع الخطاب الأيديولوجي وتمزيقه للسائد والمهزوم في آن معاً، السائد على المستوى الرسمي والمهزوم على المستوى الشعبي.
ينقسم البحث إلى ثلاثة أبواب:
الباب الأول: مداخل إجرائية توضيحية:
الفصل الأول: مفاتيح الخطاب الملحمي عند العرب:
فقد تركز على المفاتيح الثلاثة: الارتكاز التماثل الواقع.. والمفاتيح تتجاوز سيرة الأميرة ذات الهمة إلى النتاج الملحمي عند العرب باعتباره مدخلاً إجرائياً لفهم آلية عمل السيرة في التاريخ وتمثُله أي التاريخ لمعالجة الواقع القائم.
أمّا الفصل الثاني: ملخص لسيرة الأميرة ذات الهمة:
ضمن ثلاث دوائر تبرز نمو الرؤيا الشعبية الأيدلويوجية في إطار حلم الراوي في تشكيل فضاء جديد على المستويين: النص والواقع، من خلال نمو (شخصية الأميرة ذات الهمة، فاطمة بنت مظلوم) وتطوراتها الدرامية.
الباب الثاني: التعلق النصي:
يبحث في البنية الأساسية لمتن السيرة التاريخي.. وآلية معالجته فنياً بما يكشف عن طبيعة العلاقة بين التاريخ والأدب الشعبي ودور الراوي الجمعي في التركيز على الجوهري في الحدث التاريخي وتوظيفه فنياً بما يميز بين الوظيفة الإبداعية والوظيفة التاريخية وذلك من خلال مبحثين: فضاء المناصات السردية والتفاعل النصي.
الباب الثالث: بنية الخطاب الأيديولوجي والفني في نص الس:
يبرز الحلم الجمعي العربي لمجتمع السيرة ومجتمع عصر الانحدار من خلال حلم الراوي وحلم الشاعر الجمعي، ممثلاً في صياغة مشروع نهضوي عربي إسلامي يتمثل التاريخ المزدهر ليهزم الواقع المزري ويشكل مجتمعاً جديداً في إطار وطن تسوده العدالة وتشكله رؤى قيّمة تكسر اللغة والتراكيب وآلية السرد الرسمية لتركّب حلماً خاصاً بالفئات الاجتماعية المسودة وأدوات تمردها على النمطي والمعترف به والمحفوف بمظاهر الاحترام، من خلال تمثل الوعي الجمعي الذي يعيد تشكيل العالم بما يتفق وطموحاته.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
