نص حقيبة آخر المساء سلوى أبو مدين
|
عندما يسدل الليل عباءته،
ويسكن الصمت وجع الطرقات
إلا من صوت عجلات عربته،
التي يدفعها بلا كلل
حاملاً بقايا دموعه الخاوية
وعفونة الخضرة المتحللة.
***
سعاله المتقطع، يبعد وحشة الطريق،
ثمة عيون تحدق في المكان،
فراغ متهالك
شجرة نصبت في زاوية المنعطف
مبانٍ مبعثرة.
عند ذاك الحانوت المتواضع هوت أحلامه.
***
لم يبق من هيكله سوى قميصه المتسخ،
ويده المتعبة.
وآهة موجعة، ثم غربة تعبر روحه
المثقوبة.
حقيبة المساء، لا تحمل إلا قناع الصمت
وسط بعثرة الطريق، ورغبات باهتة
تمضي مع قافلة النجوم.
***
بقامته الضئيلة وبقلب، لا يرى
إلا المكان الذي غادرته حواسه
ولا يقرأ إلا مفردات عبرتها ظلاله.
***
كل يوم يسرق بقايا الفجر،
من فم مدينته
يوصد بابه على لمعة حلمٍ آت.
وسط الصخب المتآكل
لا شيء سوى
ليلٌ، وريح، وبقايا قمر
يغزل من الحلم فرحته.
***
وقع أقدام تنوح في العتمة.
من بقايا الفجر المسربل
بالوهم.
ينقش فوق وجوه المارة.
يوماً أبيض بلون الوهج.
***
وما زال يعد الغد
المسافر خلف صهيل
الصمت الموصد.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|