قصتة قصيرة المجلس روضة الجيزاني - الرياض
|
فجأة دون اختيار وجدت نفسي أمام ذلك الرجل الأسطورة كنت المرأة التي عطرت دوامة النقاش، كل الوجوه المتواجدة في المجلس تصارع بعضها تتوحد بذاتها في محاولة جادة لاثبات أنها الأفضل.. إلا هو كان يحتفظ بلغة أخرى لغة القواميس لغة تتحدى بصدقها كل أبجديات اللغة، لغة تحملك إلى زمن الطهر، زمن لا يعضك لا يغويك لا يصدمك.
وجدني امرأة سارحة أقصوصة تستعصي على الفهم، وصار الحاضر لا يحتاج إلا لمعجزة لتقربني منه لم أفهم مفاهيم العطاء ظننتها تاريخا منذ زمن فنسيتها لعل عقلي يصدق ذلك... صوته يعود من صدر المجلس فيخيل لي أن ذلك التاريخ يفصلني عن الحياة عن داخلي عن كل من حولي
صوته يتجه نحوي يحرضني على سماعه يستعين بتاريخي الحزين وكرامتي المجروحة، لم أعد أحتمل صوته وجوده يرهقني ينقلني من مرحلة اليقين إلى مفاهيم ظننتها تاريخا لا يأتي... لم أعد أنتظر الأماني ولا أرتقب طقوساً بعيدة، لم أعد أضم مسافاتها بداخلي أنستني رحلة القلم كل المعاني الجميلة... ترى لمن يكتب قلمي ولماذا هذا الإهمال المتعمد... يحتد النقاش في المجلس وتتعدد المشاريع وسيد المجلس يعشق الصمت ببلاغة ويتجه نحوي بعبارات لا يفهمها سواي لغة أصبحت اليوم وطني ومنفاي.
وظل هو الرجل الوحيد في المجلس اسمه يقرأ على ملامح الحضور اسم لا يعرف إلا خطيئة الحب والعطاء مفارقات هو مساحة لمن يريد الأخذ... أستبين مشاعري أهدر ذلك الصمت المتمكن مني أغير مفاهيم ذلك التاريخ وأصوب ناظري تجاهه أناديه فأجده يحتويني عمرا... أشبار تفصلني عنه ولم أعرفه اعتدت التوطن بذلك التاريخ المظلم تباعدنا كثيراً وقبلت أنا التنازل عن حلم العمر ورأيته اليوم اشراقة أمل يركض في حوض الغيب يقذف نفسه بلهيب العمل يدور بين المطلق واللا شيء.
ويأتي هذه المرة من صدر المجلس يهز كتفيه ويقترب نحوي يستبيح كل الذي لا يباح ليقدم بين يدي اعترافا أشعل جذوة الاحساس... اعترافا كتب بذخائر الكلمات، وقتها أدركت أني مشروع حب لم يبدأ بعد... أخرج من المجلس تمتد به تلك الطرقات وأشعر أن خزيا فظيعا ينهش جسدي أحمل اعترافه أخبئه تحت لحمي أدفنه لكي لا يراه أحد أهرول عبر المسافات الضيقة أتحاشى تلك الوجوه أشم رائحة أنفاسه تلحقني تحجب عن ذاكرتي ذلك التاريخ تنام في عروقي تخترق كل جهاتي وتمتد خطواتي مسرعة وسط حرارة الشمس التي تشعل جسدي وتحرق في عقلي كل الأشياء وأقف أمامه بكل سنوات الدهشة مشحونة بالضحكات والدمعات ومغلفة بذلك التاريخ وبين يدي اعتراف بدى لي يحتضر عبر ذراعيه التي شرعها لأشعة الشمس.
rawda_123@yahoo.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|