رسائل إلى وزير الثقافة والإعلام
|
إلى معالي الأستاذ إياد بن عبيد مدني وزير الثقافة والإعلام حفظه الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
بادئ ذي بدء أهنئ نفسي وأهنئ زملائي الباحثين وكل المثقفين والإعلاميين والمهتمين بالشؤون الثقافية والإعلامية بتعيينكم على رأس هرم هذه الوزارة الموقرة، فقد كان لهذا التعيين وقع سار على هذه الفئة من المجتمع؛ لأنهم رأوا في معاليكم الرجل المناسب للمكان المناسب.. كيف لا، ومعاليكم ابن بجدتها؛ أديب وإعلامي من بيت علم وأدب وثقافة، وهذا ما يبعث الأمل والبهجة في نفوس زملاء المهنة الذين يتطلعون لوزير من شاكلتهم، يعرف احتياجاتهم، ويشاركهم همومهم واهتماماتهم، ويسعى لتحقيق تطلعاتهم:
لا يعرف الشوق إلا من يكابده
ولا الصبابة إلا من يعانيها
لن أطيل في هذه المقدمة، ولكنني سأختصر ما أود قوله في الرسائل التالية التي هي بعض هموم المتعاملين مع الوزارة من المنتسبين لمهنة الأدب والثقافة والإعلام:
الرسالة الأولى:
فيما يتعلق بالرقابة على الإصدارات الأدبية والثقافية والتاريخية، فلا يخفى على المتابعين جهودكم وتوجهاتكم نحو تطوير هذا الجانب، كما لا يخفى على سعادتكم أن الوزارة بحاجة إلى تطوير أداء موظفيها العاملين في هذا المجال، وكنا نتوقع ولا زلنا أن نرى تغييرا جذريا في هذا الشأن يؤدي إلى رفع كفاءة العمل في هذه الإدارة الحيوية، من خلال إعادة توزيع العاملين فيها، واستقطاب كفاءات أكثر تأهيلا وعلمية، وأكثر اهتماما بالشأن الثقافي والفكري، تكون قادرة على التجديد ومواكبة العصر.. بخلاف العاملين عليها في الفترة السابقة، الذين أدوا واجبهم في فترة ماضية حسب قدراتهم وإمكاناتهم؛ حيث يلحظ على غالبيتهم أنهم موظفون إداريون قبل أن يكونوا مهنيين متخصصين، يتعامل غالبهم مع البحوث والمؤلفات المقدمة لهم بالمزاجية والاجتهاد الشخصي، وربما الشللية أحيانا، بدلا من التعامل بروح المهنة، وذهنية المتخصص.
الرسالة الثانية:
من الملاحظ في وزارة الثقافة والإعلام بشأن إنهاء معاملات المتعاملين معها خاصة فيما يتعلق بصرف المكافآت والاستحقاقات للمتعاونين في الإذاعة والتلفزيون، وكذلك المشاركون في الاستشارات العلمية أو الرقابية على المواد العلمية والثقافية من مطبوعات وغيرها، أنهم لا يستلمون مستحقاتهم إلا بمتابعة شخصية للمعاملة من موظف إلى آخر، فمثلا إذا أحيلت الأوراق إلى المالية من الجهة صاحبة المصلحة، فإن على صاحب الحق مراجعة المالية بنفسه وإنهاء إجراءات معاملته من مكتب إلى مكتب، أما إذا لم يراجع، فإن الأوراق تتجمد عند أول موظف، وبعد فترة تحال إلى صندوق الأمانات. وهذا النظام لا ينسجم مع روح العصر والتطور التي تمر بها بلادنا، والتي تجاوزتها البلدان الأخرى منذ زمن بعيد، فالمفروض أن الدائرة نفسها تنهي إجراءات المعاملة، وإذا انتهت ووصلت إلى مرحلة الصرف يتم الاتصال على صاحب الحق ليراجع الصندوق لاستلام مستحقاته.
الرسالة الثالثة:
فيما يتعلق بتشجيع الباحثين والمؤلفين السعوديين من خلال شراء الوزارة لجزء من مؤلفاتهم، فإن الملاحظ خلال السنوات الماضية أن هذه العملية تغلب عليها الفوضى وعدم التنظيم، وربما المحاباة والواسطة أحيانا؛ ولذا فإن هذا الأمر يحتاج إلى نظرة فاحصة من معاليكم، ومراجعة شاملة تضع أسسا واضحة ومبسطة للتعامل مع المنتجين السعوديين بما يضمن تسهيل الإجراءات، ويحقق العدالة والمساواة بين المستفيدين.
الرسالة الرابعة:
لا يخفى على معاليكم أن التعليمات الإدارية، بل القرارات السامية تمنع التدخين في مكاتب الجهات الحكومية وأماكن العمل الرسمية منعا باتا، إلا أن التدخين في المكاتب ظاهرة مزعجة في مكاتب وزارة الثقافة والإعلام، وفضلا عن أن هذا الأمر يتعارض مع القرارات السامية، فإنه يتنافى مع الرسالة الإعلامية والثقافية لهذه الوزارة التي تعد واجهة الوطن. لقد تأملنا خيرا في تعيين معاليكم، وتوقعنا أن القضاء على هذه الظاهرة من أولويات قراراتكم، ولا زلنا نتأمل خيرا!.
وختاما.. آمل من معاليكم التلطف بالنظر إلى هذه المسائل ووضعها على قائمة المراجعة الشاملة، التي لا شك أن معاليكم بصددها الآن من أجل تطوير الأداء ورفع مستوى العمل في هذه الوزارة، بما يحقق تطلعات كل المخلصين لهذا الوطن، خصوصا أدباءه ومثقفيه.
فائز بن موسى الحربي
مدير مركز حمد الجاسر الثقافي
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|