تكوين محمد يعقوب تركستاني محمد الدبيسي
|
في سلم القيم.. ومحاريب العلم..
وفي فضاءات المعرفة.. «مداميك»
إنسانية..ورموز شخصانية..
تؤسس لذلك.. وتعبر عن ذاك..!
لا تعنيها الإشارة.. ولا تهمها الاشادة..
لا تقدم «ذاتها» منفصلة عن فحواها..
ولا تحتاج «لأقنعة» لتلوّن وجودها.. وتلمع حضورها..!
** وكان.. في زمن الإمكان.. أستاذ
اسمه «محمد يعقوب تركستاني»..
يلج إلينا في قاعة الدرس.. فننصت..
ويبدأ في الكلام.. لأكثر من ساعة..
يشف كلامه المرتب.. عن تفاصيل
ومضامين.. «أستبقي».. لذة تفاصيلها
في ذاكرتي.. وذاكرة زملائي.. لأنقل
إليكم شيئاً من فحواها..؟..
** فكان يحدثنا عما قاله «المبرد» في الكامل..
و«ابن جني» في الخصائص..
ليذيقنا عذوبة «التراث» وروعة الموروث
الثقافي.. عندما لا يكون جفافاً تنفر منه
أذواقنا الغضة..!
ولا عناوين ومقولات لا ندرك فلسفتها..
كان «يغرس» فينا قيمة أن نتعلم..وأن
نفكر.. وأن نحاور..!.
ولا يجبرنا على أن نقبل..!..
كان يستفزنا لأن نتكون..! لا أن نُقولَب..!
** كان يرتب أولويات المعرفة في
أذهان.. تتوق لأن تفهم..!
كان يبني أجيالاً تؤمن بما يصعد
من السؤال الى اليقين.. ومن الغياب الى الحضور..!
** كان يغرس فينا قيمة الأسئلة..
وقيم الثقافة.. والاستقلالية..
ومعنى أن تبحث لتجد.. وأن تحلل..
لتستنتج.. وكان.. وكان..!..
** «عشرون عاما» قضاها.. الدكتور
«محمد يعقوب تركستاني» في إعداد
وتحرير ملحق التراث.. في أربع
صفحات.. يضبط كلماتها بالشكل..
ويرقم جملها وتراكيبها..!
ليقدم فيها أشكالاً من التراث..
واطلالات من بهاء الأوراق الصفراء..
مراجعة.. ومساءلة وتقديماً..!..
** وإشارة الى المفاصل الأهم.. والمسائل
الإشكالية.. التي تعتبر العقل.. وتعبر
عن المفهوم.. وتستقي جدارتها من إيمان
«قيِّمها» ومقدمها.. بما تعيه وتعنيه..!
لم يقدم في تاريخ الصحافة المحلية.. ملحق
صحفي أسبوعي يعنى بالتراث ولعقدين
من الزمن.. إلا ما قدمه «محمد يعقوب
تركستاني» بصبر ومثابرة.. وعزيمة لا تفتر..!
** وبذلك علَّمنا أستاذنا العظيم..
أن التراث أفق تفكير.. ومرتكز
حضارة.. وبيان استقلالية..
ومن خلال تعلمنا.. أن التراث
خطاب يكتنه المعرفة.. ويعبر
عن الإرادة.. ويبني الذات..
وليس نصوصاً ترتهن للمناسبة وتقتلها «العنعنات»!
** «محمد يعقوب تركستاني».. لم
يزل في الجامعة.. يقف الوقفة
ذاتها.. ويصوغ في أذهان تلاميذه القيم نفسها..!
لم يزل الأستاذ.. في الذاكرة.. والبصيرة..!
وقدر الواثقين أن يظلوا واقفين دائماً..!
** فجلال العمل.. والصمت.. في محفل
الضوضاء والضجيج..! فضيلة
لا يأنسها.. إلا هم..! فطوبى للصادقين..!
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|