قصتان قصيرتان محمد المنصور الشقحاء
|
الصمت
تداعت الصور لمحة في باب المسجد يمسح دمعه بطرف غترته وقد غطَّى وجهه بطرف عباءته المذهبة، وفجاءة أطلت في الثانية عشرة من عمرها، ريانة الجسد التصقت به عانقته.
تنبه من النوم أخذ يستعيد حلمه، يعرف الرجل الذي يبكي الظلام يخيم على غرفة النوم، لا يدري كم هي الساعة، زوجته ما زالت أمام التلفزيون، صوتها يصله تتحدث في الهاتف، أغمض عينيه عاد للنوم.
جاءت والدته التي توفيت منذ عشر سنوات، أصابعها تعبث بشعره، لامست أناملها اثر ورم صغير في مؤخرة رأسه، اخذت تتحسسه غفى، سمعها تتكلم، كانت الطفلة تجلس امامه تصب القهوة لوالدته.
فتح باب غرفة النوم، تنبه شعر بغصة في حلقه، أخذ يغالب الاختناق، تذكر ان والدته كانت تتحدث، لكن صوتها كان غائباً وتذكر ان الطفلة لم تصب له فنجان قهوة.
اسرع الى براد الماء، اخذ يقاوم اختناقه بالماء المثلج، جاءت زوجته، اخذت من يده كأس الماء، سحبته الى غرفة النوم وتركت الباب مفتوحا.
***
الشتاء
أولاده كان نزيف دمه لا يعنيهم، فبحث عن اسم يضم تحت أحرفه ما لفظه زمن جريح.
اراد ربط الاسم بالواقع، تبسَّم عندما اصطدم بصره بالقمر الذي اكتمل، شعر بلدغة البرد، ألقى التحية على صاحب الوجه الذي أخذ يعتاده في مدخل المقهى.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|