روايات بلا رائحة
|
يؤكد الروائي المصري نجيب محفوظ ومن خلال مقابلة نشرت معه في «مجلة العربي» أن الرواية العربية تعاني من مشاكل داخلية لها علاقة بذوق الكاتب واختياراته لبعض الموضوعات..
ما لفت الانتباه في هذه المقابلة هو إيضاحه لإشكالية انصراف بعض «الكتبة الصغار» إلى تمثل بعض الموضوعات السطحية والهامشية، مثل الرائحة والطعم واللون، فكأن موضوعات العالم انتهت وشَحَّتْ فلم يبق إلا رائحة هذا ولون ذاك.
فالهزال كما يصفه «محفوظ» يأتي من هذه الأعمال النرجسية .. تلك التي تفرط في أنانيتها، وتمجيد ذاتها، حتى إننا وفي سياق ما يرمي إليه «صاحب نوبل» ندرك أن هناك وضاعة في الطرح وسطحية في التناول، وتغييباً كاملاً لدور القارىء الحقيقي. فَهمُّ هؤلاء كما نعتقد منصب على هاجسه في الظهور أمام فئة محددة ومحدودة العدد.. تلك التي تسمى زيفاً النخبة ومَنْ هؤلاء النخبة؟! .. هم ثلة أو «شلة» صغار تتردد بينهم هذه الأعمال المتواضعة، لاسيما نقاد وأشباه نقاد يحتلون مقاعد أستاذية في بعض الجامعات للأسف، وقارئات لامعات ومعتمات لا يتورعن أن يلفتن انتباه هؤلاء «الفلتات» بأن «أحلى ما في الرواية هي صورته على الغلاف» أو «تقديم الناشر له بأنه عمل طلائعي سيجتاح ويقصف ويدمر الأسواق».
أظن الدعي كان يقول إن هذه الرواية فتح سردي ستكنس برائحتها النافذة كل الروايات التي صدرت من قبل ومن بعد.
رحم الله كاتبنا الفذ نجيب محفوظ حياً وميتاً فهو الذي كتب الرواية على مدى خمسة عقود ونيف ولم تظهر عليه أي بوادر طاؤوسية كهذه الحالات التي نراها الآن والتي تكثر الادعاء، وتنصرف إلى تناول هذه الموضوعات الهشة والهامشية في حياة المجتمع، لكن ستكون للزمن ذائقته وللعقل كلمته الأخيرة فيما يطرح الآن من أعمال أدبية، فالبقاء للأصلح في سياق كهذا.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|