|
الهواة ينافسون المحترفين في معرض القطيف
|
* كتب أحمد الدهلاوي:
عالم فوتوغرافي مليء بالمواهب، يقدم الحياة بعيون حساسة، يعرض المواقف بعفوية، سبع سنوات وفي كل عام نجد اسماء جديدة مع كوكبة من المحترفين، معرض تتنوع فيه الأعمال بين الاحتراف بكل معانيه وتقنياته وبين الهواة وما يحملونه من رغبة قوية في الإبداع والتقدم. نهج تسير عليه جماعة القطيف للتصوير الضوئي بالقطيف لتحقق أهدافها المرسومة كما جاء في مقدمة الكتيب المصاحب للمعرض «وفي معرضنا هذا تتفاوت التجارب وتختلف الأساليب وتتفاوت الأعمار وهذا تأكيد لمبدأ الجماعة أنها جاءت لتكون منتدى لمحبي التصوير من هواة ومحترفين، وتفاوت المستويات ظاهرة صحية فهدف الجماعة الأخذ بيد كل من يحب التصوير لخلق قاعدة فوتوغرافية في المملكة وليس انتقاء النخبة لنتباهى بالمستوى علي حساب المبادئ الأساسية للجماعة».
أعمال تجعلك حائرا أمامها تتأملها ان لم تكن مصورا، أما ان كنت من الهواة او من المتقدمين في هذا الفن فإنك تقف وقتا اطول تفكر في جمالها، وكيف نفذت.
علي المبارك.. العالمي
الفنان أعماله تظهر للجميع بلا مقدمات او سيرة ذاتية طويلة تحكي أمجاده، جمال الكورنيش ازداد جمالا مع عدسة المحترف «المبارك». زاوية رائعة والأروع منها الوضوح المتناهي للصورة، أما انعكاس الأنوار على تلك المياه الهادئة وخلو الشوارع من الحركة المرورية يعمق الشعور بالهدوء والسكون.
مصلح جميل.. توقيت رائع
عوامل كثيرة تتحكم في جمال الصورة وقوتها ومن أهم تلك الأشياء اختيار التوقيت المناسب فكثير من المحترفين ينتظرون اللقطة عدة ساعات بل تستمر احيانا الى اشهر، وتبرز حرفية الفنان في اقتناص اللحظة الحاسمة الدالة على المعنى بكل أبعاده، جميل مصلح استطاع ان يلتقط لنا صورة بتوقيت دقيق، طائر في الأعلى وقط في الأسفل ليس هذا هو المهم بل نظرات القط وهي تتجه نحو الطائر أعطت دلالة ذات معنى.. الخوف.. الترقب.. الاستعداد.. وغير ذلك.
زينب السادة.. الطفولة البريئة
عمل جميل.. نظرات البراءة والأمل، والتشبث بالخجل، ولحظات الترقب نجدها واضحة في عمل الفنانة زينب السادة ذلك الطفل الذي توارى خلف الصفاء والنقاء، خلف البياض، توزيع جيد للموضوع، النظرات تتجه نحو البعيد الذي لا نشاهده فلم تشده العدسة وذلك من براعة الفنان الذي يسعى للتميز، ذلك القماش الأبيض أخذ مساحة أكثر من اللازم بقليل، ومع ذلك تبقى اللقطة ذات معنى.
الجبر.. وحب الصحراء
في كل مرة تشاهد فيها أعمال الفنان الجبر تزداد يقينا بشغفه وتعلقه بأرضه، دائماً تجده في الصحراء بين الإبل، يتبعها يسبر حركاتها، يتابع خطواتها، كما تجده مع المنازل القديمة التراثية يوثقها يبحث عن مواطن الجمال فيها. في هذا المعرض تبرز لوحته لتعلن ما قلناه، جمل مستغرق في الأكل جاء في إطار مميز عن البقية.
علي أبو عبدالله.. إبداع متجدد
في هذا المعرض نجد عملا اختير ليكون في الكتيب، نفذه بطريقة احترافية الفنان علي ابو عبدالله، جمع وألف بين متناقضات بين النعومة والصلابة، بين القسوة والرقة، وضع الوردة في مركز الاهتمام، فالعين تتجه مباشرة لتلك الوردة الصفراء وزادها جمالا اختيار زاوية الإضاءة ودرجتها اللونية.
أمل الحبيب.. وعشق الزهور
لتصوير الأزهار أسس وقواعد من الأفضل الاهتمام بها لتظهر اللوحة بشكل جيد، ما قدمته الفنانة في تلك اللقطة لزهرة تباع الشمس جاءت موفقة في اختيار الزاوية إلا ان الظل الكثيف أفقد العمل جزءاً من جماله.
ابو السعود.. والغروب
هذا المنظر الذي لا يمكن ان يمر على أي إنسان دون ان يتوقف عنده ويتأمله، تلك النخيل الشامخة وهي تودع الشمس وترقبها، ألوان جميلة، وتوقيت لا يقل جمالا، وان كانت النخيل قد اخذت النصيب الأكبر من مساحة الصورة فتبقى صورة رائعة تدل على حس فني مرهف.
وبعد..
ليس هذا كل ما في المعرض بل هي نماذج مختارة والباقي لا يقل جمالا وروعة عنها، وبقي ان نعلم بأن الجماعة قطعت شوطا كبيرا في رعاية الفوتوغرافيين وتقديمهم للساحة، بل وأصبح كثير منهم محترفين، فقد حان الوقت لأن تكون هناك معارض متخصصة للمحترفين بمواضيع محددة.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
