مقاتلون في سبيل الله صلاح الدين الأيوبي وريتشارد قلب الأسد والحملة الصليبية الثالثة
|
تأليف: جيمس رستون
ترجمة: رضوان السيد
الرياض: العبيكان، 2002
امتدت الحملات الصليبية على مدى قرنين من الزمن، وقد أطلقت هذه الحملات موجات من الجنون والكراهية والعنف لم تعرف لها البشرية مثيلا ، وأطلق هذا الجنون باسم الدين، ومن جانب أدريان الثاني، بابا الكنيسة المسيحية عام 1095 وذلك لتوجيه حروب البارونات الأوربيين المحلية إلى غايات نبيلة تتمثل في استعادة الأرض المقدسة (وقبر المسيح) من أيدي «المسلمين».
وما أن انطلقت تلك الحملات من عقالها، حتى صار ضبطها غير ممكن وأخذت المذابح تنتشر وبدأت باليهود، ثم ضد المسلمين في بلادهم.
لقد كانت هناك خمس حملات صليبية رئيسية، يمكن القول إن الحملة الأولى هي التي حققت نجاحاً ملحوظاً، حيث تمكن الصليبيون من احتلال القدس التي غمرت شوارعها دماء المسلمين واليهود.
أما الحملات الأخرى فلاقت الفشل، وإن ظلت ثلاث منها قريبة من الوصول إلى هدفها المتمثل بالمدينة المقدسة، وما نجحت الحملة الأولى إلا لأن العرب كانوا منقسمين، وفشلت الحملة الثانية لأن المصريين والشاميين توحدوا وأقاموا إمبراطورية قوية، ونجح فريدريك الثاني في الحملة الخامسة في استعادة المدينة المقدسة عن طريق التفاوض، لكنه مالبث أن غادر فلسطين بعد أسابيع قليلة تاركاً البلاد مغطاة بالقاذورات والبقايا من أبناء شعبه.
بيد أن الحملة الصليبية الثالثة، والتي امتدت بين 1187 1192 هي الأكثر غرابة وإثارة للاهتمام، فقد كانت أكبر تجمع عسكري عرفته العصور الوسطى، وهي التي أوصلت نيران الروح الصليبية إلى أقصى درجات التأجج، والجانب الأهم من تلك الحملة أنها دفعت إلى المسرح شخصيتين كانتا الأبرز والأروع خلال الألف الثاني للميلاد وهما صلاح الدين ملك مصر والشام والجزيرة والعراق، وريتشارد الأول ملك إنكلترا الملقب قلب الأسد.
إن صلاح الدين يبقى إلى اليوم نموذجاً للبطولة في كل العالم الإسلامي، حيث قام بتوحيد العرب، وقهر الصليبيين في معركة حطين وأعاد فتح القدس، ويظل رمزاً للأمل وأمثولة تبلغ حدود الأسطورة.
بيد أن التبجيل الذي يحظى به صلاح الدين، لايعود لمواهبه العسكرية وحسب، بل إنه يعود أيضاً لتواضعه وإيمانه، وتقواه، وضبطه لنفسه.
أما ريتشارد الأول في إنجلترا فهو ليس أقل إثارة، لكنه بشكل ما يختلف من حيث الطبيعة.
فهو إحدى الشخصيات الأكثر رومانسية في التاريخ الإنكليزي، ففي الأغاني الشعبية ترددت عبر القرون الأغاني التي تمجد فروسيته.
إنه الفارس الذي قاتل بشجاعة من أجل مملكته، فهو الفارس ذو المواهب القتالية والذي فهم الاستراتيجية والتكتيك متقدماً على أهل زمانه.
ويذكر ريتشارد في الغرب بسبب إقدامه وجرأته وغرامه بالفخامة والمجد، لكن لاشك أن أحداً لا يذكره من أجل عمق إيمانه أو أدبه أو انضباطه.
وهذا الكتاب يروي قصة الحرب الصليبية الثالثة وما دار فيها من قصص حول الفرسان وحول أبطالها صلاح الدين وريتشارد الأول وكيف كان دور النساء فيها وما حدث من أحداث تاريخية مهمة.
وتأتي ترجمة هذا الكتاب بعد احداث 11 سبتمبر 2001 عليه أهمية خاصة، بل واستثنائية، حيث يشف فيه التاريخ عن الحاضر أو العكس، كما يقول رضوان السيد، فضلا عن التصوير الرائع للشخصيات والأحداث، والدقة العلمية في تناول الوقائع كما حصلت في وقتها.
يقع الكتاب في (527) من القطع العادي.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|