سطور فوزية محمد الجلال
|
على هامش معرض الكتاب الذي أقيم مؤخراً في أبوظبي في دورته الرابعة عشرة، أكد العارضون على هيمنة الأعمال الروائية على قوائم المبيعات واتجاه القراء الواضح إلى اقتناء هذا الجنس من الأعمال الإبداعية بكثافة لافتة.
هيمنت الرواية على المنجز الإبداعي العربي؟ أجل.. وإن أزعج هذا الكثيرين، ولكنها لم تهيمن بأدواتها! فما زال السرديون العرب يحتاجون إلى الكثير من الوقت ليدعوا بذلك، وإنما قُدّر (لها أن تحتل هذه المكانة اليوم، لأنها استطاعت أن تكون (مزيجا) من الأنواع الإبداعية الأخرى وفي مقدمتها (الشعر).
فالمتابع لما يصدر اليوم من روايات، سيجد أنها تعتمد في بنائها السردي على لغة شعرية، وهي اللغة التي يضعف أمامها القارئ العربي ويمتزج بتفاصيلها، فنجحت في رصد حركة البشر النفسية والمادية والصراعات التي تشكل طبيعة الحياة البشرية، ووظفت الطاقات التعبيرية الهائلة للشعر، نحو اليومي والمعيشي للناس.
وليس في هذا تقليل لما بذله الروائيون على امتداد قرن من الزمان، من جهود كبيرة لتجاوز عشرات المعوقات ومشكلات القبول، وصولاً إلى هذا الحضور المدهش، حتى ان الرواية أصبحت هاجساً لدى العديد من كبار الشعراء، الذين لا يترددون في التصريح برغبتهم في كتابة عمل روائي واحد على الأقل ! يقول سهيل إبراهيم وكأنه ينعي الشعر: (لا مستقبل للشعر.. صدقوني، هكذا تخبرنا صحائف نهايات القرن العشرين، وهي تمد لنا نحن الشعراء لسانها، فيما يشبه السخرية من بضاعتنا المهددة بالكساد...)!! ورغم مرارة الاعتراف، إلا أنه يظل رأياً، وللآخرين، شعراء وغيرهم، حق الاختلاف معه.
ويرى كثيرون ان المجازفة بالقول ان الرواية أصبحت (ديوان العرب)، وأن الشعر تراجع إلى الصفوف الخلفية في المشهد الإبداعي العربي، يظل محض ارتهان لنظرة قصيرة المدى، فالرواية لم تقص الشعر، والشعر وإن تراجع ألقه بعض الشيء، ما زال ديوان العرب بشهادة عشرات بل مئات المهرجانات الشعرية العربية، التي تستقطب حضوراً حاشداً، يؤكد أن الشعر مازال رفيق الوجدان العربي وسيد ذائقته إلى ما شاء الله.
fjallal@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|