والطبيعي ان النادي ما زال يدعم أعضاءه بالصنف نفسه من الفئات وآخر الاخبار هي تسلم أحد (الدكاترة) المعترف بشهادتهم عضوية مجلس الادارة، وقد كان قبل ذلك عضوا ونائبا لرئيس ناد أدبي واشتهر ذلك النادي بالضعف الشديد على الرغم من كونه في منطقة رئيسية والعجيب ان هذا العضو الجديد، جلب معه وافداً في النادي ليدير الأمور نيابة عنه، أما ثالثة الأثافي فجلبُ أحد موظفي مستشفى الملك فهد في الباحة ليكون عضوا في النادي (يا للعجب) بصوت مرتفع هل أقول مع أبي الطيب المتنبي: |
أذمُّ إلى هذا الزمان أُهيله......... |
وهل أقول مع أبي الطيب: |
يا أمة ضحكت من جهلها الأممُ |
إن القسم الأكاديمي الوحيد في المنطقة المتخصص في اللغة والأدب هو في كلية المعلمين وللأسف هو مغيَّب بل محاربٌ من النادي، مع العلم أن أعضاء هذا القسم لهم رسائل علمية في الأدب وفي اللغة، ولكن لا اعتماد عليهم ولا اختيار لهم للقيام بمهمة أمور إدارة النادي، والطامة أن من يحضر منهم يتعرض للابتزاز والسخرية إذا حضر للنادي وتوكل لبعضهم أعمال هامشية كما يقوم النادي باستغلالهم لتلميع الأعضاء والفاعلين من المقاولين وغيرهم. |
فهل تريد من هؤلاء العلماء في كلية المعلمين ان يحضروا ليكونوا أداة في يد هذا النادي العجيب، ويكونوا من سقط المتاع إن لهم مروءة لا يريدون أن تنتقص، وكرامة لا يريدون أن تهان، وشرفا علميا يحترمونه في نفوسهم قبل أن يحترمه الآخرون، وأتساءل أن يسأل عن منجزات هذا النادي المطلوب إغلاقه أو تغيير الدماء فيه حتى يخرج من دائرة المرض المزمن ولهذا ولأمثاله نقول: ان الأندية الأدبية تنشط في مجال النشر وفي مجال عقد اللقاءات الفكرية والثقافية والأدبية، وكذلك في مجال رعاية الموهوبين. فماذا فعل نادي الباحة في هذه المجالات.. أما في مجال النشر فقد كانت أول مجلة أصدرها النادي فضيحة مجلجلة وقد كانت مطوية مدرسية مثل مطويات المرحلة المتوسط كما ذكرت ذلك في مقال صدر في حينه. |
ثم ان النادي طبع بعد ذلك بعض مطبوعات أغلبها هزيلة لا قيمة لها فعلى سبيل المثال: طبع النادي لأحد الاساتذة المصريين المشهورين بنفاقهم. لبعض الأدباء السعوديين مطبوعا هزيلا، ورفض النادي طباعة عمل جليل عرضه عليهم أحد أبناء المنطقة الدكتور محمد سعيد العمري منذ أكثر من خمس سنوات لطباعة معجم عن الخيل من أشهر معاجم اللغة العربية. |
وعلى سبيل المثال وسبيل المرارة أيضا: ان أحد أبناء المنطقة عرض على النادي بحثا عن نشأة المقالة في الأدب السعودي، فرمي البحث في برميل القمامة الموجود عند مدخل النادي، ورأى الباحث أوراق بحثه منتشرة تذروها الرياح خارج النادي، والعجيب ان ذلك الباحث شارك ببحثه الآنف الذكر في مؤتمر الأدباء السعوديين الثاني بناء على دعوة محكمي البحث، وطُبع بحثه ضمن بحوث المؤتمر، وكان يرى أعضاء مجلس إدارة النادي الذين دعو رسميا ولا همَّ لهم سوى الدخول والخروج من البوفيه المفتوح، ولما التقى ذلك الباحث بأحد كبار المثقفين في المملكة وهو الدكتور محمد العيد الخطراوي، كان الخطراوي يستفهم عن اعضاء نادي الباحة ويتساءل عن جدوى فتح ناد أدبي في الباحة إذا لم يكن هناك أدباء هكذا قال وله كل العذر. |
ثم إن مطبوعات النادي لا ترى النور ولا يمكن ان تجدها في أية مكتبة من المكتبات فقط في سراديب النادي، أما كم عدد النسخ المطبوعة، وكم عدد النسخ المباعة فسر لا يعرفه إلا من يعرف غلاء الطباعة في بلدنا. |
وإذا انتقلنا إلى مجال عقد اللقاءات، فإن النادي قد استمر في عقد محاضرات الوعظ (مع الخيل يا شقرا) على امتداد السنين الماضية كما استمر في تكرار أسماء بعينها واستضاف شعراء وأدباء من الدرجة الحادية والسبعين، فهل أغنى النادي المنطقة بلقاءات الثقافة والفكر. |
أما في المجال الأهم وهو رعاية الموهوبين، فقد أوكل النادي لقلة اهتمامه بهذا المجال مهمته إلى بعض مدرسي المرحلة الابتدائية (معلمي الصبيان) من المنتفعين، وإلى بعض المشرفين التربويين الذين اشتهروا بضعفهم وتكسلهم فهل فاقد الشيء يعطيه؟!، وهل غير الموهوب يرعى الموهوب؟!، وهل الذي ليس له ناقة ولا جمل في الأدب يساعد الذي له في الأدب باع وذراع؟!، وما ردة فعل الموهوب الحقيقي عندما يرى هذه الأشكال العجيبة المريخيّة!!. ثم ماذا عملت لجنة رعاية الموهوبين. إن عملها يتمثل في نشاط واحد في العام وهو عبارة عن أمسية شعرية يُدعى لها بعض شداة الأدب ومدعيِّ الشعر ليستعملهم النادي كأداة فقط لإثبات أنه عمل شيئا يُذكر، والحقيقة ان النادي قد أتى عليه حين من الدهر، وسيأتي عليه حين آخر لن يكون فيها شيئا مذكورا. ما الحل إذن؟! |
الحلُّ هو عقد انتخابات منظَّمة وأكرر وأأكد على منظّمة، ونزيهة أيضا لاختيار رئيس وأعضاء مجلس إدارة نادي الباحة وغيره من الأندية الأدبية في المملكة تجديدا للدماء وبثا للحياة، فيأخذ المنتخبون دورهم لمدة محدودة ويُقيّمون، ثم يأتي غيرهم. هكذا... أما إذا بقي الحال كما هو فعلى الثقافة والأدب والفكر ونادي الباحة الأدبي السلام والله أكبر أربع مرات. |
الحلم والواقع |
أما الشاعر حسن محمد الزهراني عضو مجلس إدارة أدبي الباحة ورئيس لجنة المطبوعات فيظهر لنا من مشاركته أنه كان ولا يزال يحلم. حيث قال: |
عندما صدرت التوجيهات الكريمة بافتتاح النادي الأدبي بالباحة تهادت في مخيلتي صور. وأحلام. وطموحات لا تحصى ولا يتخيلها متخيل فهذا النادي ستبنى أركانه على (الرابية) الساحرة التي تبرعم منها (الخليل بن احمد) (وابن ثامره) وتبرعمت منها (شماريخ) الرياحين والحبق والنرجس والورد الجبلي العبق... ورسمت لي الأحلام هذا النادي (منبراً خيالياً) يتربع على (تل) سحابة بيضاء مرصعة جدرانه بحبات (الجلنار) وزهور اللوز.. أبوابه مفتوحة تنبثق منها أشعة المعرفة إلى أرجاء الكون تخرج من مسامه تغاريد شجية تراقص حبات المطر وأغصان (الشيعة) العطرة كأنه (خلية أدبية) لا تهدأ عتبة بابه طرفة عين، فهذه المنطقة يشرب أهلها الشعر من مائها ويتنفسونه من هوائها فهم شعراء بطبعهم وإن لم ينظم بعضهم الشعر.. أقول: بعضهم فقط.. فالشاعرية ورهافة الإحساس تنبض في دمائهم وتتدفق من ملامحهم. |
لقد رسمت له في الخيال صورة بهية تجعل كل الأندية الأدبية والمؤسسات الثقافية في الداخل والخارج تحلم بأن يذكر اسمها في نادي الباحة فقط وأن تقف في آخر الصف الذي يقف هو في أوله. |
1 تخيلت هذا النادي يعقد في يوم افتتاحه مؤتمرا يدعو إليه جميع رجال العلم والأدب ورجال الأعمال من أبناء المنطقة لرسم خطط النادي وبحث سبل تميزه وتفوقه واستعراض ما سيقدمه كل فرد منهم من مساهمة في دفع عجلة النادي إلى الأمام. |
2 تخيلت (الهبات والعطاءات) المقطوعة والشهرية والحولية تنهال على النادي من جميع رجال الأعمال من أبناء المنطقة داخلها وخارجها تقديرا لجهوده المدهشة التي دفعتهم للعطاء دون تردد أو منّ. |
3 تخيلت (مكتبته) مسرحاً شاسعاً لطلاب العلم والمعرفة (مرئية. ومسموعة. وإلكترونية) لا يغيب عنها كتاب أو كتيب أو حتى صحيفة أو مجلة أو مطوية (كنز معرفة حيّ) يؤمه الباحثون من داخل الوطن العربي وخارجه.. |
4 تخيلت (منصة) النادي منارة يرتفع منها صوت الأدب الحق لا يمضي أسبوع من أسابيع العام ولا ليلة من ليالي الصيف إلا وقد تربع عليها (عَلَم) من أعلام الشريعة أو التربية أو الثقافة أو الأدب في شتى فروعها.. أو من الناشئة الذين يشقون طريقهم بثقة نحو المستقبل. |
5 تخيلت جميع أبناء المنطقة من رجال العلم والأدب أقول ل(جميع) يتحاورون في اروقته حواراً حضارياً بهياً ويقفون صفاً واحداً يستقبلون ضيوفه. |
6 تخيلت في (ساحة) هذا النادي (سقيفة) كُتبَ على ناصيتها (سقيفة الفراهيدي) يجتمع تحت سقفها كل عام عمالقة الفكر والأدب من شتى أصقاع الوطن العربي في مهرجان خليلي لا يضاهى. |
7 تخيلت هذا النادي يستقطب كل ما يسطره أبناء المنطقة (دُقه وجُله) ويطبعه ويخرجه إلى النور في أبهى حلة وأسرع وقت. |
8 تخيلت لهذا النادي (مطبوعة) فصلية غير مسبوقة ينتظرها عشاق الثقافة والأدب بفارغ الصبر ليطلعوا على كل جديد ومفيد في شتى مجالات المعرفة. |
9 تخيلت هذا النادي نجماً سياراً يسهم بفعالياته وهباته ومنحه وهداياه في كل أجزاء المنطقة وإداراتها وفي كل المهرجانات والملتقيات الثقافية في داخل المملكة وخارجها وبصورة مميزة وفريدة. |
10 تخيلت في ساحة هذا النادي (خيمة) للباحثين يتوفر بها كل ما يحتاجه الباحث ويعطي تميزاً للباحثين فيما يتعلق بشؤون المنطقة. |
11 تخيلت لهذا النادي (سرب حمائم) تحمل (كروت دعواته) إلى كل فرد من أفراد المنطقة وإلى كل جزء منها لحضور فعالياته وأنشطته ويعود وقد حملهم على جناح المودة إلى النادي. |
12 تخيلت.. وتخيلت.. وتخيلت. والفرق بين الخيال والواقع كبير والبون بين الحقيقة والحلم شاسع ومع ذلك فنحن في النادي الأدبي نسير بخطى (ثابتة) نحو هذه الأحلام والتي تحقق منها ما تحقق بحمد الله ثم بجهود المخلصين وسيتحقق ما تبقى في حينه الذي لا يعلمه إلا الله. |