كتاب (حكاية الحداثة) المعطى والواقع محمد المنصور الشقحاء
|
أهداني الصديق القاص طلق المرزوقي نسخة من كتاب الناقد الكبير الدكتور عبدالله الغذامي (حكاية الحداثة)وقد استوعب الكتاب حقبة زمن كان الحديث فيه موجها للتدمير من غير وعي وكأن الحداثة مواجهة بين الموت والحياة ليست مرحلة بناء إنساني عام وتجربة إنسانية بين معقوفتي الفكر والأدب.
الدكتور عبدالله الغذامي في حكاية الحداثة قرب بصياغة الحكاية معنى النسق التوعوي العام الذي اختزلناه في نسق فئوي اعتدناه في حياتنا العامة وبالتالي نشعر بالخوف إذا جاء من يطالبنا بتجاوز المألوف حتى يعود الماء لجريانه في عروق الأشجار التي تتوالد كل يوم.
الجميل في حكاية الدكتور عبدالله الغذامي الجزء الذي تحدث فيه عن تجربة الملك عبدالعزيز وفكر الملك الحداثي الذي أسس على ضوئه هذا الكيان الشامخ المملكة العربية السعودية فقد كان الملك عبدالعزيز يدرك أثر المجتمع وحاجة الوطن للبناء فكان التحديث والتجديد واستلهام معطيات العصر هاجس المؤسس ومن حظنا أن القدر مد في حياته حتي رفرف علم البلاد في العالم وعلى مؤسسات بناء أساسية لا يمكن تدميرها ومحاولات التعطيل القائمة بين وقت وآخر تتراجع لأن النسق الذي تتغذى منه هش. جاء كتاب حكايات الحداثة شاهد عصر يعي معنى ما يقول في وقت يجد الحوار فيه لدفع عربة التحديث إلى الأمام حتى لا نكون في المؤخرة.
يقول الدكتور عبدالله الغذامي (بين الجامعة والمجتمع قطيعة ذهنية واضحة) وجاء المثال واضحاً جامعة الملك سعود الجامعة الأم التي خطفها المثقفون البرجوازيون ذات يوم ونحن لا نعرف مطالبهم كمجتمع، فلا هم من ساهم في تحقيق أهدافها، ولا هم من ساعد على فتح أبوابها حتي يكون هناك حوار لتقريب الأفهام وقد تعددت أطوارها بين التصاعد والهبوط وها هي شيء غائم في الذاكرة من خلال إدارة حديثة لا تدري ماذا تريد.
وكما هي جامعة الملك سعود نجد ذلك في المؤسسة الفكرية والأدبية التي فقدت مصداقيتها في إعلام ينمي روح الشائعة.
حكاية الحداثة جاء من الداخل بوعي مثقف أنجز الكثير ويسعى لتأسيس نقطة مواجهة يتهرب الكثير اليوم من الاندماج فيها لتصحيح الأوضاع خوفاً على المكاسب. وفعلاً نحن بحاجة للتغيير (أي أن التحول يجب أن يتكامل سياسياً وثقافياً لكي يحدث التحول الاجتماعي المأمول) بغض النظر عن الأسماء التي نحاور معها الدكتور الغذامي داخل الكتاب من خلال محيط جامعة الملك عبدالعزيز في جدة أو من خلال مجتمع جدة أو من خلال النادي الأدبي في جدة.
فهناك مناشط حداثية في مواقع أخرى أثرت في السياق العام قالت كلمتها (أي الحداثة في مجتمع محافظ) وكان النسق الاجتماعي يحاورها بحذر.
كتاب حكاية الحداثة خطوة على الطريق الذي وصل إلى نهايته وهذا أدركه الدكتور عبدالله الغذامي فلم يهتم وهو يكاشفنا بأسلوبه الراقي معتسفاً الريادة وهو يستحقها بما يملك من قدرة الخلق والمواجهة لامتلاكه فضيلة الحوار (المنهجي الذي يعي معنى التوصيات).
ونحن اليوم بحاجة لرفع القناع حتى نتدارك أمورنا ونواصل البناء بوعي الجماعة.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|