البيضاني مؤيداً قضية (قماشة) وفاضحاً أسرار الجماعة: لماذا وقفت جماعة (حوار) مع شحبي عندما رُمي بالعلمانية
|
كنت ممن يرتاد نادي جدة الأدبي وبالتحديد جماعة حوار ، وذلك لقراءة بعض الروايات الأنثوية ان صح التعبير، وكان مما سرني في الجماعة هو جماليات الحوار الأدبي الصريح والمنصف إلى حد ما ، ولكن لم يتسن لي حضور بعض القراءات ومنها قراءة الأستاذ عبده خال لرواية قماشة العليان التي بعنوان عيون على السماء.
وحيث إنني لا أود أن أعيد قراءة تلك الرواية في هذه السطور إلا أنها ليست رواية متهالكة اذا ما قيست بغيرها من الروايات فهي جيدة والى حد بعيد وتلك ليست أول رواية اقرأها للأستاذة قماشة فلها مجموعة من الروايات والقصص مثل (دموع في ليلة الزفاف) و(أنثى العنكبوت) فهي روائية فريدة في المملكة العربية السعودية ، وقد نقل لي أحد الأصدقاء الذي لا أظنه فاسقاً حتى أتبين من صحة نقله أو أتثبت وكذلك قرأت في بعض الصحف عما دار في تلك القراءة التي كانت بتاريخ 2511425هـ ، حيث تطاول الأستاذ عبده خال على الرواية والأستاذ عبده من المثقفين الذين أقدرهم واحترمهم وأنا على ثقة من أنه تطاول على الرواية وليس على الروائية ولكن المؤسف انه شكك في حصول الرواية وأحقيتها بجائزة أبها ثم حين تقدمت الأستاذة قماشة إلى المحكمة بشكوى ووكلت محامياً في المنطقة الشرقية اعترض على ذلك التصرف كثير من المثقفين وكانوا يودون ان يكون الموضوع رهين الصفحات الأدبية .. ولكن السؤال هنا لماذا حين رُمي الاستاذ ابراهيم شحبي بأنه علماني من رجل أمي ونحن جمعياً ضد هذا الألقاب الدخيلة لكنه استغل ظروفاً معينة وتقدم للمحكمة بشكوى وهذا من حقه بالطبع وقتها تفاعل كثير من المثقفين ومنهم جماعة حوار لتلك الشكوى ، وأنا كنت واحداً منهم ولكنهم الآن أحجموا ورأوا الا تثار الشكوى .
والسؤال الآخر لماذا نقف حواجز وأعداءً للنجاح؟ فهذه الرواية رغم مستواها وقصرها إلا أنها ليست سيئة وكان الأجدر بالنقاد ان يعطوها دفعة إلى الأمام بدلا من الإحجام واستغلال الحرية الثقافية للهجوم ضد أي عمل إبداعي. كذلك اتساءل أين الرواية السعودية التي تستحق ان يصفق لها وان تأخذ مكانة أدبية رفيعة ؟ فأغلب ما كتب من روايات عبارة عن سير ذاتية وذلك باعتراف الروائيين أنفسهم أمثال الدكتور الأديب الشاعر غازي عبد الرحمن القصيبي والروائي الدكتور تركي الحمد ففي ثلاثيته إنما نسج بعض أجزاء من حياته وكذلك الدكتور القصيبي في شقة الحرية فحين سئل في أمسية شعرية له بالمدينة المنورة هل أنت فؤاد في الرواية؟ رفض ان يكشف عن ذلك فأين العمل الروائي الرفيع؟ لا سيما وان هذين من اشهر الروائيين في العالم العربي.
والأخطر من هذا كله هو تشكيك الأستاذ عبده خال في استحقاق جائزة أبها الثقافية التي نالتها الرواية ولا أظن جائزة بتوقيع الأمير الشاعر المبدع خالد الفيصل ستكون فيها مجاملة أو محسوبية لاحد !! فما الذي تنتظره جائزة بهذا الحجم من روائية في المنطقة الشرقية؟ ورغم ذلك طلبت قماشة العليان من الأستاذ عبده عدم قراءة الرواية إلا أنه أصر ولا أدري لم الإصرار على قراءة الرواية (عيون على السماء )بالذات ولكنني بعد هذا كله أجد مبرراً وأقف محامياً عن الأستاذ عبده خال وأقول : لعل الفحولة والتسلط الذكوري لا يختصان بالشعر فقط في نسقنا الثقافي بل ربما يتطاول إلى الرواية والمقالة وهذا ما نجده في كتب الدكتور عبد الله الغذامي.
وقد ذكر قديماً ان الفرزدق قال: إذا صاحت الدجاجة صياح الديك فاذبحوها. قال ذلك في امرأة قالت شعراً ، فهل يعيد التاريخ نفسه ليأتي في القرن العشرين نقادنا وأخص الأستاذ عبده خال ليقول اذا كتبت المرأة رواية فهاجموها ؟ لا سيما وان الأستاذ عبده خال روائي والفرزدق شاعر فكل منهما يقف ضد المرأة من خلال فنه.
اسأل الله تعالى التوفيق لرجال هذا الوطن ونسائه كما أساله دوام الأمن والأمان والإيمان لكل رجال الأمن.
والله من وراء القصد.
محمد منسي البيضاني جدة
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|