خارطة الطريق إلى بيئة ثقافية فاعلة
|
معظم المثقفين أسعدهم التعانق الجميل بين "الثقافة" و"الاعلام" في وزارة جديدة من خلال الهيكلة الوزارية الأخيرة، وأفرحهم أكثر أن "الثقافة" جاءت قبل "الاعلام" في مسمى الوزارة الجديدة، وكلهم طموح أن تأخذ "الثقافة" مكانتها اللائقة بها واقعاً ملموساً في مستقبل وزارة الثقافة والاعلام من خلال خطتها الاستراتيجية القادمة.
الثقافة تحتاج الى صوت ووعاء، وها هو "الاعلام" أصبح صوتاً لها ووعاء في تعانق جميل رائع، وها هي خطوة وزير الثقافة والاعلام، والتي خصَّ بها الشأن الثقافي، جاءت في الأسابيع الأولى من اعلان وزارة الثقافة والاعلام، كدليل واضح لاهتمام معاليه بشأننا الثقافي والفكري الذي نحن بأمس الحاجة إلى انعاشه وبث روح الحياة الجديدة فيه، بعد أن تم لم الشمل وجمع شتات الثقافة في وطننا الغالي، ويأتي تشكيل الهيئة الاستشارية لبحث قضية "الثقافة" خطوة أولية لتشخيص ورصد واقع الثقافة في بلادنا ومحاولة مبكرة أيضا لرسم ملامح وأبعاد الثقافة السعودية قبل البدء في التنفيذ، وماذا بعد تشكيل الهيئة الاستشارية؟، سؤال طرحه ويطرحه الكثيرون من المهتمين بالشأن الثقافي، ويأتي الجواب بلسان حال مجالسنا وحواراتنا الخاصة من خلال ما نشرته الصحف والمجلات من استطلاعات لرأي المثقفين والمثقفات ومقالات بأقلام المفكرين ضمت مقترحات لتحسين أوضاعنا الثقافية وهنا أقترح في هذا الشأن مراعاة أمور منها.
1 تشكيل لجان ميدانية لمسح واقع مؤسساتنا الثقافية المنتشرة في بلادنا، للوقوف بشكل مباشر على نتاجها الفكري وتقييم ماضيها واستشراف طموحاتها من واقع مجالسها الإدارية الحالية.
2 رصد كل ما نشرته صحافتنا المحلية، حول هذا الشأن في الايام الماضية، لتشكيل ملامح خارطة الطريق الى ثقافة جادة منتجة في مستقبلنا القريب.
3 الاتصال والتواصل مع أكبر شريحة ممكنة من المهتمين بالشأن الثقافي (مثقفين ومثقفات) بآلية جادة محترفة، لرصد طموحاتهم في مجال انعاش الثقافة من خلال اعداد استبانة علمية شاملة توزع على الاوساط الثقافية في بلادنا عبر الصحافة أو الانترنت، ثم جمعها وتحليل نتائجها لمزيد من استشراف مستقبل الثقافة في بلادنا.
4 تحويل نوادينا الثقافية في خطوة اجرائية الى بيئات ثقافية يشعر فيها المثقف بالحميمية عند تواصله مع أخيه المثقف مما يشكل جواً (بيوتياً) يساعد على نقاء التواصل ووضوح الرؤية لواقعنا الثقافي ومستقبلنا الفكري.
5 مد "الجسور" مع المثقف العربي والعالمي بأساليب عصرية للتواصل مع الآخر طموحاً الى التأثير والتأثر الايجابي بحضارات الآخرين.
وأخيراً: تهنئتي الخالصة لأعضاء الهيئة الاستشارية للثقافة على هذه الثقة ولا شك أنهم نوافذ حقيقية لرصد واقعنا الثقافي، وهم قدرات رائعة استشرافية لمستقبل الثقافة في بلادنا.
سهم الدعجاني
sahem20@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|