لأول مرة في تاريخ الثقافة المعاصرة:
نادٍ أدبي يستولي على مقر نادٍ رياضي ليحوله إلى معقل للفن والابداع..!!
|
* الثقافية عبدالحفيظ الشمري:
لأول مرة في تاريخ الرياضة والثقافة أن تنتصر الأخيرة في معركة تحسم دائماً للأولى قبل بدايتها.. نعم لقد حدث ذلك وسجلت سابقة تاريخية في المجال الثقافي والأدبي في بلادنا.. وتحديداً في مدينة أبها حينما قام نادي أبها الأدبي وبعد مشاورات ومحاولات وتضحيات سعى بها رئيس النادي معالي الأستاذ محمد بن عبدالله الحميد حيث حول مرافق أحد الأندية الرياضية قبل أعوام إلى مقر متميز للثقافة ومعقل للفكر والأدب.
ولم يكن الأمر في حينه مصدقاً أن يتحول نادٍ رياضي عن معقله إلا أن إرادة المثقفين والأدباء كانت قوية.. بل كانوا ربما محظوظين حينما لم يقل لهم شخص ما أنهم واهمون لأن هذا المقر الرياضي قد يصلح مستودعاً على الأقل للنادي الرياضي تحفظ فيه «الملابس» و«الكور» و«الشباك».
الزائر لمنطقة عسير وعاصمتها أبها والمشغول بأمر الثقافة والأدب سيدرك أن هذا المشروع الذي يضم مرافق النادي ولجانه ما هو إلا نادٍ رياضي تحول بين عشية وضحاها إلى نادٍ أدبي ثقافي يحوي مكتبة متميزة وصالات استقبال وقراءة واجتماعات.. بل إنك ترى «مدرجات الملعب» وقد أصبحت مدرجات قد خصصت للأنشطة الفولكلوريّة التي تحتاج إلى أماكن مفتوحة وواسعة.. ولك أن تتجول في أروقة نادي أبها الأدبي لترى أنك في رحابة نادٍ رياضي ونحن نعرف أنه من غالب المستحيلات أن يحدث أمر كهذا.. لكن هذه المستحيلات قد تتوارى وتتلاشى حينما يكون الأمر عكس ذلك.. فكم من لعبة صغيرة مغمورة وغير جماهيرية سيطرت على الواقع أكثر من سيطرة «قضية ثقافية» أو «مشروع أدبي» متميز.
لقد حدثت المعجزة قبل أعوام.. أي في حمى الهوس الرياضي وها هو النادي الأدبي ما زال قائماً ومميزاً برواده الرائعين دائماً.. هؤلاء الذين يبنون ثقافة الوطن ويؤسسون للأجيال القادمة قاعدة قد تنطلق منها أحلامهم.
حملنا دهشتنا واستفهامنا إلى رئيس النادي الأستاذ محمد بن عبدالله الحميد فما كان منه إلا أن ابتسم بنشوة انتصار.. نعم حدث ذلك ولكن ذلك النادي الرياضي العريق في المدينة حصل على موقع أفضل من هذا.. بل أن مرافقه تفوق هذه المرافق في التطور والجدة. قلنا لشيخنا أبي عبدالله: نعم لقد انتقل النادي الرياضي إلى مقره الجديد والرحب لكن كيف استطعتم إقناع أهل النادي بحاجتكم؟ ولماذا لم يقولوا كعادتكم نحن بحاجته يا «أخ العرب»؟ ألا ترى أنه قد يصلح أن يكون مستودعاً للنادي الجديد؟!! فما كان من الرئيس إلا أن قال: هي أندية تكمل بعضها البعض.. لا فرق بين ناد وآخر..
هي بالفعل معجزة لكن هذه الحالة تحتاج منا إلى تدبر وتمعن، بل تحتاج إلى شكر وإشادة بكل من ساهم في إنجاح هذا الحلم الجميل الذي أنصف الثقافة والأدب.. بل جعلها تذرع جنبات المرافق زاهية ومشرقة بما تقدمه للفكر والثقافة والأدب والإبداع.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
