الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 08th May,2006 العدد : 152

الأثنين 10 ,ربيع الثاني 1427

باولو كويلو البرازيلي عاشق الثقافة العربية

*عبد الله السمطي:
باولو الطفل ينظر.. وباولو الرجل يكتب، من خلال الغوص في بحره الدفين ليكتشف نفسه، هكذا هي صورة الروائي البرازيلي الشهير باولو كويلو.. باولو الذي منحته براءته الطفولية، وعنفوانه في مرحلة الشباب براءة أخرى في معانقة الكلمة، ومؤانسة الحبر، تحرك قلمه الإبداعي وهو في التاسعة والثلاثين من عمره، هكذا أراد أن يكون كاتبا وهو في نهاية العقد الرابع، فتخطت مبيعات رواياته 40 مليون نسخة، وترجمت إلى أكثر من 50 لغة في العالم.
بدأت سيرته الحقيقية مع الجنون، حيث أدخله أهله مستشفى الأمراض النفسية ثلاث مرات وهو في السابعة عشرة من عمره.. يتذكر باولو هذه التجربة قائلا في حوار نشر بالحياة أجرته معه نجوى بركات: (أبدا لم أنظر إلى نفسي كضحية، وضعني أهلي في المصح بدافع حبهم لي. لم يتمكنوا من فهم اختلافي فنعتوني بالجنون، جنوني هذا كان مطيتي للحرية).
يعش كويلو الثقافة العربية، وتأثر كأغلب كتاب أمريكا اللاتينية بألف ليلة وليلة، وتأثر أيضا بالحضور الثقافي العربي مطالع القرن العشرين بالبرازيل خاصة مع المهاجرين الشوام إلى هناك الذين كانت لهم إسهامات إبداعية وثقافية متميزة، وبدأ هذا التأثر، واستلهام العناصر الشرقية العربية في كتاباته يتجلى مع عمله الثاني الأشهر (الخيميائي) الذي كتبه بعد أن زار المغرب، ومصر وشاهد الأهرامات، وتأثر بالمناخ الشرقي وبالقيم الروحية له، وأصبحت الخيميائي فيما بعد أكثر الكتب مبيعا في الأدب البرازيلي خلال القرن العشرين.
يشير كويلو إلى الثقافة العربية بالقول: (منحتني نظرة أخرى إلى الحياة، مزيدا من الانفتاح ربما لأنها ثقافة قريبة من الصحراء، فهي تساعد على تبسيط الأمور من دون الوقوع في فخ التسطيح، منذ بدأت احتكاكي بالثقافة العربية بدأ الإلهام يأتيني بسهولة. الثقافة العربية تقيم اعتبارا كبيرا للأمور الخفية، لما هو غامض وسري.. أنا ككاتب أحتاج إلى مثل هذه الرؤية المخالفة.. إلى مثل هذا الفضاء).
ويبدي كويلو تعاطفا كبيرا مع القضايا الإنسانية حيث افتتح معهد باولو كويلو الخيري الذي يرعى الأطفال والمسنين، وتمويل هذا المعهد الوحيد هو حقوق التأليف العائدة لكويلو، وهو يرعى اليوم مشروعا تعليميا وإنسانيا يشارك فيه 270 طفلا.
ومن أبرز أعمال كويلو: الجبل الخامس، فيرونيكا تقرر أن تموت، على نهر بيدرا هناك جلست فبكيت، 11 دقيقة، محارب الضوء، وقد ترجمت هذه الأعمال جميعا إلى العربية في السنوات الأخيرة. و11 دقيقة هي آخر ما كتب كويلو حتى الآن.
قبل أن يصبح باولو كويلو، المولود سنة 1947م في ريو دي جنيرو، كاتبا شعبيا معروفا، كان كاتبا مسرحيا، ومدير مسرح، وإنسانا هِيبيًّا، ومؤلف أغان شعبية لبعض من أشهر نجوم البرازيل، ومنهم إيلي رجينا، وراول سيكزاس. ولم يطل به الوقت بعد ذلك، حتى أصبح صحفيا ومؤلفا دراميا للشاشة الصغيرة.
سنة 1986م، سلك باولو كويلو طريق مار يعقوب، المزار الإسباني القديم، ثم وصف تجربته هذه في كتاب سماه (حاج كومبو ستيلا)، ونشره سنة 1987م. وفي السنة التالية، صدر كتابه الثاني، بعنوان: الخيميائي، فغدا واحدا من أكثر الكتاب المعاصرين قراء، وظاهرة حقيقية في عالم النشر، وحاز المرتبة الأولى بين تسع وعشرين دولة. وقد بقي كتاب الخيميائي، وفقا للمجلة العالمية Publishing Trends، واحدا من أفضل عشرة مبيعات عالمية للعام 1998م.
بين العناوين الأخرى، نذكر بريدا (1990م)، أسفالكيرياس، (الوالكيرات 1992م)(*)، مكتوب -( Maktub1992م)، وهو مجموعة يومياته، على نهر بييدرا هناك جلست فبكيت (1996م)، الجبل الخامس (1996م) الذي عرف نجاحا عالميا، محارب النور (1997م). أما كتابه المسمى فيرونيكا تقرر أن تموت (1998م)، فهو رواية عن الجنون في طريقها إلى العالمية.
(*) والكيرة: إحدى الفارسات في الميثولوجيا الإسكندنافية اللواتي يقررن مصير الحروب.
نشرت مؤلفاته في أكثر من 150 دولة، وترجمت إلى 51 لغة، وبيع منها أكثر من 31 مليون نسخة، فكان ثاني أكثر المؤلفين مبيعا في العالم سنة 1998م، وفقاً لما ورد في مجلة (اقرأ) - Lire الفرنسية، عدد آذار 1999م. وأمام فوزه بتقديرات كثيرة حصل عليها من بلدان متعددة، حيَّاه النقاد بتحية خصوا بها أسلوبه الشعري الواقعي الفلسفي، و(لغته الرمزية التي لا تخاطب عقولنا فحسب، بل تخاطب قلوبنا أيضاً. أما طريقته في السرد، فإنها قادرة على إلهام الأمم.
يشغل باولو كويلو، لدى منظمة الأونيسكو، منصب مستشار خاص يعمل في إطار برنامج (تقاربات الفكر وحوار الثقافات).
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved