غيابك يا شيخ الرواة مصاب |
وهل من ولوج حين يُوصد بابُ |
لكم نال منك الفكر فيضا ونجعه |
وأعشبت الأرواح وهي يباب |
تضيء لكل السالكين مسارهم |
بهدي خطاه موثق وصواب |
فتحت لكل الباحثين توهجا |
فللكل لا تفريق منك جناب |
لتوديع أستاذ الجميع مهابة |
فمن مثله للنائبات يُناب |
ذراعاه قد مدا لمن جاء وافدا |
وكان لمن أعيا الجواب جواب |
يعين ذوي الحاجات في كل موقف |
ويسند من ضاقت لديه رحاب |
فقدناك بل إنا فقدنا ثقافة |
تغذي عقولاً زادها منك وهاب |
ابا السائحات الخضر والفكر والرؤى |
لذكراك مهما غبت طيف وترحاب |
فليت القوافي تمنح المرء قدرة |
ليظهر مكنونا كساه حجاب |
نغادر حزناً ثم نحظى بمثله |
كذا حالنا عهد الحياة عذاب |
تظل رؤانا مشرقات وإنها |
سراب يوافينا يليه سراب |
مطلة تبكي من أضاء دروبها |
وكل مسار سرت منه مصاب |
رحابك مهد للشرائح كلها |
يؤممها شيخ وكهل واتراب |
ومن كل صوب أمك القوم رغبة |
كأنك بدر ما عراه سحاب |
يجدون في سعي إليك يحثهم |
نزوع إلى ماجد حيث أصابوا |
فعندك تاريخ البلاد وأهلها |
تؤكدها والمسعفات هضاب |
سيحفظ ما أسديت كل معلق |
سماؤك في كل العقول كتاب |
فمثلك لا لن يجهل الدهر قدره |
وذو الفضل حتى لو ينيب مثاب |
سطعت عقوداً مشرقات ولم تزل |
وإن غبت نجما ما عراه غياب |
شواهد لا تحصى لجهد بذلته |
على العقل والمستأنسون شباب |
يترجم عن فعواك ما أنت أهله |
تلاميذك الأفذاذ صدق وأحباب |
فأحرى قضاء الدين إنجاز منتدى |
يكون له من طيب الذكر طلاب |
فليس كثيراً أن يخلد ذكره |
ويبقى له رمزاً فللرمز إيجاب |
فقد سخر الساعات للعلم ناشرا |
يبارك ما يسديه ذوق واعراب |
عنيزة ان تبكي فأنت محقة |
وهل مثل هذا غربة وغياب |