تكوين سعد الحميدين محمد الدبيسي
|
في عام 1977م أصدر سعد الحميدين..
مجموعته الشعرية الأولى (رسوم
على الحائط).. قال عنها سعد
البازغي.. إنها من الانبثاقات الأولى
لوعي القصيدة الحديثة.. واعتبرها الدكتور محمد الشنطي
أول مجموعة تتضمن شعراً حديثاً بالمفهوم الجمالي..!
وعدّها نذير العظمة : تقربه من جيل الرواد..
** وتوقف الراحل عزيز ضياء منكراً التجديد الذي مارسه الشاعر..!
ولكنه عاد وقبله وعدَّه معلماً لريادة الشعر الحر..؟
فيما وصف الدكتور حسن ظاظا (الحميدين)
(بأنه شاعر يملك زمام فنه)..!
** (الحميدين) المتفق عليه.. غامر بالاصدار..
لتأخذ مغامرته بعدها الثقافي في تجاوزها
لنسق الخطاب واختراقها لاعتيادات التلقي..
وتكوينها لذائقة جديدة تقارب ما حققته التجربة في محيطها العربي..
فيما خشي شعراؤها تبعات تلك المغامرة..
ولذا اعتبر علي الدميني.. الحميدين.. أجرأ
شعراء جيله.. وأشجعهم إصداراً..؟
** أصدر بعدها (الحميدين) عدة مجموعات..
يحوك عناوينها بإبهار شعري مكثف..
ينحت تلك العناوين فكأنها (القصيدة)
أو إشاراتها المهيجة لشعرية (التفعيلة)..
في أرقى حالاتها تعبيراً..!
(وتنتحر النقوش أحياناً) مثالاً.. يعاود
الشاعر.. استئنافه في مسار (التفعيلة)
كرسم يجيد استثمار ألوانه وإيقاعاته وتداخلاته
الإبداعية.. ويدفعه نحو التخلق التعبيري الأميز..؟
** في مقدمة (المجموعة الشعرية الكاملة).. يقرأ
الغذامي.. تجربة الشاعر.. بمحايثات
وجودها الزمني والمكاني.. ويعيد
الناقد.. ترتيب إحداثياتها..
على خارطة الشعر المحلي...
لشاعر كان واعياً بأن (التناظرية).. لا تكاد تستوعب
طاقاته الشعرية وزخمها
الذي تجلى في تجربة القصيدة الحديثة والتي أخلص لها الحميدين..!
** كما لم يخلص عبدالله أبو هيف.. في استرفاقه التجربة ذاتها
نموذجاً وحيداً للحداثة الشعرية.. مغفلا تحققاتها النصية
المتبدية.. بمشهد تتقاطعه قابليات التلقي ومثالات الأنساق..!
لدى جيل كامل من الشعراء..؟
يؤمهم محمد العلي أبو الحداثة الشعرية) كما يصفه (حسين بافقيه)
وزعم أبو هيف (مزاعم).. لم يبررها
منهج استقرائي أو جهد تحليلي مقنع..؟
** وقبله وبعده.. ظل الحميدين شاعراً..
لاتضيره قطيعته للمنابر.. التي اختار
أن يجانفها زهداً لا أعرف إلى الآن أسبابه..؟
** و(المثقف) فاعلا.. كان وجهاً من أوجه
حضور الحميدين.. في مشهد.. (الصافة الثقافية)..
ف(ثقافة اليوم).. منطلق أسس له الحميدين..
وجوداً يستوعب ويحرك ويؤثر.. عبر
أربع وعشرين عاماً.. ما انفكت (ثقافة
اليوم).. تجسد معاني الحراك الثقافي.. وتقدم عيناته
في (علامات) منظمة.. قيمة في نوعيتها.. هادئة في
تحولها نحو الأهم والأجدى ؟
ظلت مؤشراً يقاس من خلاله
.. نبضنا الثقافي.. وفاعلية حراكه..
وفق نهج احترافي.. بمنهج مهنية المزاج الصحافي
في مشهد المتحقق من وعي ثقافي يضيف ويتطور..!
** (ثقافة اليوم).. كما يخط الحميدين حوافها ويباشر تفاصيلها؛
مناخ صحي.. تنبثق منه طلائع
الأصوات الأدبية: نقداً وإبداعا
وحواراً.. متابعة وتحليلاً.. في نطاق يشتمل الثقافة
بمفهومها المعرفي.. ويتنوع وحيوية تعبيراتها..
لتصير متواليات تلك الأصوات، ثراء للمشهد وتأصيلاً لأطيافه
.. وتنوعاً في اتجاهاته..؟
احتفت بالغذامي.. في أشد أطواره
ضراوة.. وبالهويمل، في سجالاته الذكية وبالهاشمي
في تناولاته لصوتنا الشعري.. والزهراني في منهج حوارياته..
وغيرهم.. واستوعبت الأقلام النقدية الجادة من خارج الوطن..؟
بانوراما.. أعدها (نموذجية).. في استيعاب الرؤى
وفي تلافيها (نواتجاً) مع الفاعليات المتقطعة.. لمشهدنا الثقافي..
** حقق لها وعي (المحرر) إطار الاستيعاب
لاختلاف الأطروحات.. التي قد لا تتفق
مع ذائقته..؟ ولكنه لم يلق عليها وصاية
تتعمد الإقصاء أو تؤطر بالانتقاء..!
بل حياد يتسع ويحتفي ويستوعب..
حتى وإن عبرت بشكل ما.. عن لون
تلك الذائقة واتجاهها..!
** وأراد أو لم يرد.. سعد الحميدين أن يكون
رقماً صعباً في مدونة التحرير الثقافي
فكتاب الرياض.. وعضوية (كتاب في جريدة)..
تترجم معنى صدفياً ومباشراً لفاعليته..
ونطاقاً لتحقق أهمية دوره شاعراً ومثقفاً ومحرراً..؟
md1413@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|