العولمة وتنمية الموارد البشرية
|
تأليف: منذر واصف المصري
أبوظبي: مركز الإمارات للدراسات 2004
****
يناقش هذا الكتاب العوامل المؤثرة في تنمية الموارد البشرية في ضوء حركة العولمة والقوى المرافقة لها، وأبعاد التفاعل بين هذه القوى ونظم تنمية الموارد البشرية، من حيث مواءمة هذه النظم واقتصادياتها ومضامينها والوعاء الثقافي الذي يرسم معالمها، وانعكاسات العولمة والتقنيات الحديثة على النظم والبرامج التعليمية.
يشتمل الكتاب على ستة فصول ويعرض الفصل الأول المكونين الرئيسيين في عنوان هذا الكتاب، وهما تنمية الموارد البشرية، باعتبارها جزءاً من المنظومة المتكاملة التي تشمل جانبي العرض والطلب المتعلقين بهذه الموارد، والعولمة بجذورها الاقتصادية وامتداداتها الاجتماعية والثقافية والسياسية.
وفي محاولة لعرض صورة متوازنة لقضايا العولمة، ما لها وما عليها، يتناول هذا الفصل الجوانب الإيجابية الكامنة في حركة العولمة، سواء للدول الغنية أو الفقيرة إذا أحسن استثمار هذه الجوانب، وكذلك المخاطر والأبعاد السلبية، وبخاصة في ما يتعلق بالانعكاسات الاجتماعية والثقافية والسياسية في الدول النامية التي تفتقر إلى البنية الأساسية اللازمة لاستيعاب مضامين العولمة، والتعامل مع متطلباتها بحكمة ودراية، ويبين الفصل الموقع المتميز لتنمية الموارد البشرية في جهود التعامل مع تحديات العولمة واستثمار إمكاناتها وإيجابياتها وتفادي سلبياتها، كما يقارن بين عناصر حركة العولمة وعناصر تنمية الموارد البشرية الموازية لها، في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والتقنية.
ويتناول الفصل الثاني بالبحث العوامل الرئيسية المؤثرة في تنمية الموارد البشرية في ضوء التوجهات والتطورات العالمية، وفي ضوء حركة العولمة والقوى المرافقة لها. وقد صنفت هذه العوامل في ثماني مجموعات هي: العوامل السكانية والجغرافية، والعوامل الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والثقافية، والتعليمية، والدولية، والعلمية والتقنية.
ويعنى الفصل الثالث باستقصاء أبعاد عنصر مهم من العناصر التي عززتها حركة العولمة والقوى المرافقة لها، وهو عنصر المواءمة الذي يربط بين جانبي العرض والطلب المتعلقين بالموارد البشرية. ويعرض هذا الفصل العوامل المؤثرة في هذا العنصر، في ضوء خصائص العولمة ومتطلباتها. ويتناول الفصل بالبحث الأبعاد المختلفة للمواءمة، الكمية والنوعية والتنويعية، كما يتعرض بإسهاب لمفهوم المواءمة ومتطلباتها في مراحل التعليم المختلفة.
وينتهي الفصل بالإجابة عن التساؤل فيما إذا كانت المواءمة تتطلب التعامل مع التعليم كسلعة، ويعرض المخاطر التي تحيق بمثل هذا التعامل من ناحية، وبعض أوجه التشابه بين التعليم والسلعة من ناحية ثانية. ويسلط الفصل الرابع الضوء على قضية رئيسية من قضايا تنمية الموارد البشرية، وهي
قضية الاقتصاديات، التي تجد لها صدى كبيراً في منطلقات حركة العولمة ومراميها، وبخاصة في ضوء التوجه نحو الاقتصاد المبني على المعرفة، الذي أصبحت الإبداعات والمعرفة تحتل بموجبه موقع الصدارة في إنتاج الثروة. ويلخص هذا الفصل متطلبات الإدارة الرشيدة للموارد البشرية والمادية واقتصاديات التنفيذ في نظم تنمية الموارد البشرية بمجموعة من التوجهات، ويبرز الفصل أهمية التنافسية باعتبارها إحدى الظواهر البارزة المرافقة لحركة العولمة، والتي تنعكس على نظم تنمية الموارد البشرية ومضامينها كما يعرض المصادر المحتملة لتمويل نظم تنمية الموارد البشرية، ويبرز كذلك قضية الخصخصة في نظم تنمية الموارد البشرية، والأدوار الحكومية المحتملة تجاه نشاطات القطاع الخاص بشكل عام، وانعكاسات هذه الأدوار على نظم تنمية الموارد البشرية، وأخيراً، يعرض الفصل عدداً من الأساليب والتوجهات غير التقليدية في تمويل هذه النظم. ويهتم الفصل الخامس بموضوع الثقافة والعولمة، من منطلق قوة العلاقة بين الثقافة السائدة في المجتمع من ناحية وبين نظم التعليم وتنمية الموارد البشرية من ناحية أخرى.
ويبرز هذا الفصل التحديات الثقافية في المجتمعات، وبخاصة النامية والفقيرة منها، والتي تعمقت بتأثيرات حركة العولمة وامتداداتها وما أحدثته من ضغوط وقوى شد وجذب على المضامين والأطر الثقافية ويعرض الفصل بعض التوقعات الثقافية المستقبلية في ضوء عدد من النظريات
والشعارات المطروحة على الساحة العالمية في هذا المجال، ومنها صراع الحضارات، وحوار الثقافات، وعولمة الثقافة، وثقافة العولمة، والبعد الثقافي للتنمية، وغير ذلك ويخلص لفصل إلى إيجاز المتطلبات والأطر اللازمة للثقافة العربية في عصر العولمة الجديدة في مجالات اللغة والدين والمرأة ومفهوم الوسطية والتقنيات الحديثة والبعد القومي للثقافة.
وأخيراً، يعالج الفصل السادس موضوع العولمة والتعليم، باعتباره العمود الفقري للقضايا التي يتضمنها هذا الكتاب ويستهل بتناول طبيعة وأنواع القوى التي تؤدي إلى التغيير والتطوير في المجتمعات، وموقع النظم والمؤسسات التعليمية من هذه القوى، وأثر حركة العولمة عليها.
ثم يتعرض لمفهوم (الديمقراطية والتعليم) من حيث أبعاد هذا المفهوم، وانعكاساته على النظم التعليمية، وتأثيره على بعض قضايا تمويل التعليم، وتفاعل ذلك كله مع حركة العولمة والقوى المرافقة لها. ويطرح هذا الفصل مقارنة مستفيضة بين النظرة التقليدية من جهة، والنظرة المستقبلية المتأثرة بامتدادات العولمة من جهة أخرى، لعدد كبير من القضايا التربوية وخصائص النظام التعليمي وعناصره وعملياته ونواتجه، وكذلك لعدد آخر من قضايا وخصائص بيئة العمل التي تنعكس على متطلبات وخصائص تنمية الموارد البشرية.
ويعرض الفصل بعد ذلك تأثيرات العولمة وانعكاساتها على توزيع الأدوار الحكومية وغير الحكومية في عدد من الجوانب والمهمات المتعلقة بنظم تنمية الموارد البشرية، كما تطرق الفصل إلى تقنيات المعلومات والاتصالات، التي لا يكتمل الحديث عن موضوع (العولمة والتعليم) بدونها، في ضوء ما باتت تحدثه من تغييرات جذرية في أساليب التعليم وديمقراطيته وإدارته وآفاقه، هذا بالإضافة إلى البحث في مفاهيم التعليم غير النظامي والتعليم المستمر المرافقة لها.
ويخلص الباحث إلى أن هناك ثلاثة مفاتيح رئيسية لتطوير النظم التعليمية في ضوء التطورات العالمية وحركة العولمة..
أولها، إيلاء العناية اللازمة لجودة التعليم واقتصادياته ومواءمته ومردوده على الفرد والمؤسسة والمجتمع وثانيها، توسيع قاعدة المشاركة المجتمعية في شؤون التعليم، لتشمل مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص إلى جانب مؤسسات القطاع العام، وبالتالي زيادة أدوار الجهات والمؤسسات غير الحكومية في التخطيط والتمويل والتنفيذ لنظم وبرامج تنمية الموارد البشرية، وتطوير أدوار الجهات الحكومية في الوقت نفسه، في التنظيم والرقابة والتقييم والمساءلة. وثالثها، استثمار تقنيات المعلومات والاتصالات الحديثة في مراحل التعليم وأنماطه المختلفة بما يخدم التوجه نحو اقتصاد المعرفة ومجتمع المعرفة.
يقع الكتاب في (40) صفحة من القطع الكبير.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|