العودة المحزنة إلى البحر
|
تأليف: الصادق النيهوم
طرابلس (لبيبا): دار تالة للنشر، 2004
****
لقد مثل يقين الإنسان المعاصر بكفاءته المادية، ثقباً، تسللت منه كل المآسي والنكبات التي عاناها وعانى منها عبر حضاراته المختلفة.. كما شكل في الوقت ذاته أداء الإنسان السطحي الظاهر المتظاهر بثقته في قوته الكامنة بداخله الى مآس ونكبات مماثلة وفشلاً ذريعاً فاق فشله في ركونه إلى كفاءته المادية.. الأمر الذي يجعلنا بل ويدفعنا الى التسليم بضرورة أن يطلق الإنسان قوته الحقيقة، نفحة الله الكامنة في أعماقه، إطلاقاً حقيقياً.
السؤال المسطح الذي يلهث العالم وراء إجابته طوله في الواقع أربع كلمات: (ماذا يحدث لحضارة أمريكا؟)، والمرء يتصور بالطبع أن ذلك يخص الأمريكيين وحدهم، وأن الإجابة الصحيحة لا بد أن تصل من الداخل، ولكن أمريكا أيضاً لا تعرف إجابة محددة.. إنها تعاني مرضاً غامضاً مميتاً بعيد الغور، يستطيع المرء أن يسمعه يتنفس في كل المدن المنسقة الشوارع، ولكنه لا يستطيع أن يعرف كنهه قط، مرض يشبه رائحة جثة غير مرئية تتعفن في مكان ما من ذلك العالم المترامي الأطراف، ولا يعرف أحد
مكانها بالضبط.
وحضارة أمريكا تجربة فريدة في تاريخ العالم المادي، إنها قمة المحاولة التي بدأت منذ بضعة آلاف من السنين لحل مشاكل الإنسان المادية بزيادة الإنتاج وتحسين الصنف، وهي أيضاً نقطة النهاية التي وصلت إليها الأحلام الإنسانية القديمة بتوفير أكبر قدر من (الحرية) داخل أكبر قدر من فرص النظام (الديمقراطي) لتحقيق الغايات النهائية للرخاء.
وصولاً إلى حيث بدأ الإنسان يلمس الشيطان بأطراف أصابعه عبر محنته غير المتوقعة في مدن أمريكا النظيفة المنسقة الشوارع، وأعلن (برتراند راسل) في لهجة رثاء لا يخطئها السمع: أن الحضارة المعاصرة قد وقعت مرة أخرى فريسة المرض القديم الغامض العميق الغور الذي وجده الإنسان في طريقه منذ أن تعلم المشي في مصر الفرعونية، ثم أعلن بعد ذلك أنه ليس ثمة مفر من (السقوط)..
فماذا حدث بالتفصيل؟
حول هذا الموضوع يتحدث الصادق النيهوم في محاولة للكشف عن حقيقة الحضارة الأمريكية المادية المدمرة.
فمتى كانت رحلة القدوم من البحر؟ وأي بحر يقصده الكاتب؟ وما حتمية العودة إلى البحر؟ ولم كانت العودة حزينة؟
يقع الكتاب في (202) صفحة من القطع المتوسط.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|