وميض السليم وضياء في كتابين عبد الرحمن السليمان
|
شهدت الساحة التشكيلية في المملكة خلال الأسابيع الأخيرة كتابين أحدهما عن الفنان التشكيلي للراحل محمد موسى السليم والآخر عن الفنان ضياء عزيز ضياء، ومع أنني لم أشاهد أياً منهما إلا أن الكتابين مهمان يأتيان بأهمية الفنانين ومكانتهما في الحركة التشكيلية بالمملكة. كتاب السليم حسبما تناقلته بعض الصحف المحلية أما الكتاب الآخر فكان عن طريق مؤسسة المنصورية للثقافة والإبداع التي أقامت معرضاً للفنان واحتفالية تليق بسمعتها ومكانة الفنان.
تفتقد الساحة التشكيلية في المملكة إلى الإصدارات الخاصة حول الفنانين التشكيليين السعوديين ويتم الاكتفاء عادة بإصدار أدلة عندما يقيم الفنان التشكيلي معرضاً شخصياً يكون مستواه (الدليل) في معظم الأحيان بسيطاً ومقبولاً، هو عبارة عن كتيب أو بروشور (مطوية) يتضمن قليلاً من الصور والمعلومات حول الفنان.
خارج إطار الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون والرئاسة العامة لرعاية الشباب هناك جهود الفنانين أنفسهم عندما تمت طباعة كتب مصورة لأعمال الفنانين عبد الحليم رضوي، ومحمد السليم، وصفية بن زقر، وأحسب أن الفنانين أنفسهم تكفلوا بالإنفاق على تلك الإصدارات التي مثلت في الغالب مراحل من تجاربهم. كتاب رضوي صدر في العام 1984 م وقد صدرت حول رضوي عدة مطبوعات لم ترق فنياتها إلى ذلك الكتاب المصور، أما السليم فالإصدار هو الألبوم المصور الوحيد الذي جاء أكثر شمولاً وفخامة وتضمن صور أعماله منذ بدايات السبعينات حتى 1981م بمعنى أنه مثل عقداً من الممارسة الفنية وصدر عام 1982م، وجاء الكتاب المصور لصفية بن زقر بالمثل ممثلاً أعمالها المبكرة حتى 1978م وصدر عام 1982م، الثلاثة كتب تلتها إصدارات مصورة لأعمال الفنان خليل حسن خليل صدرت عن النادي الأدبي في جيزان عام 1986م، بعد أعوام قليلة صدر عن النادي الأدبي في المدينة المنورة ألبوم مصور لأعمال الفنان فؤاد مغربل، وصدر عن الفنان طه صبان كتاب قبل قرابة العام. الواقع يهمنا أن تعرف مثل هذه الإصدارات بتجارب الفنان وبتسلسلها وكذا تقديم الإصدار وإخراجه على نحو جيد. معرفتي بنوع إصدارات المنصورية يجعلني لا أشك في أن كتابها الأخير عن الفنان ضياء عزيز يمثل نفس التوجه إن لم يتجاوز ما سبقه لأننا في حال الكتب فإن التناول سيختلف عن أن يكون الإصدار دليلاً مصوراً لأعمال أو جزاءً من أعمال المعرض وهو ما شاهدناه في إصداراتها عن معارض مهدي الجريبي وعبد الله حماس وفيصل السمرة ومعرض الفن للجميع وشادية عالم وغيرها، الواقع أن هذه الإصدارات في هيئتها وإخراجها والاعتناء بتقديمها يسهم كثيراً في تقريب الصورة الفنية إلى المتابعين من نقاد وباحثين ومهتمين في الداخل والخارج ذلك أن معظم الإصدارات التي كانت على شكل أدلة كانت بسيطة وتحفظ المناسبة أكثر من أن تكون بمثابة المرجع الذي يمكن الاعتماد عليه كمصدر لمعلومة يحتاجها الباحث والدارس. هناك نقاء الصورة ووضوح المعلومة وكذا الإخراج المناسب الذي يتواكب مع ماهو مطروح عالمياً. هي خطوة تمنيت أن أخذت بها الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عندما
أقامت للفنان الرائد محمد السليم معرضه الشامل عام 1989م في الرياض، اكتفت حينها بإصدار يحفظ المناسبة أكثر من أي شيء آخر، كما وأتمنى بالمقابل أن تقف المنصورية بإمكاناتها الثقافية ودورها الحيوي الهام في الساحة المحلية والعربية لتتبنى طباعة كتاب وتنظيم مشروع حول الفنان محمد السليم وهو الذي لم يجد حقه من التكريم الذي يليق بمكانته في الساحة التشكيلية المحلية، ولم تطبع حول أعماله سوى ذلك الكتاب المصور الذي أشرت إليه ورعته مؤسسته الخاصة وهو من تقديم الإيطالي فرناندو تمبستي، ومع ذلك فإنني أتمنى أيضاً أن يكون الكتاب الذي صدر عن النادي الأدبي بالطائف قد حمل عن الفنان محمد السليم ما يستحقه وما يمثل مكانته الفنية في حركة الفن التشكيلي في المملكة.
aslsoliman@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|