تأنيث اللغة
|
في كتابه (المرأة واللغة) يقترح الدكتور عبدالله الغذامي تأنيث اللغة في وللذاكرة الثقافية واللغوية، وفي تقدير أنسنة للغة بحيث يكون السلوك اللغوي وبالتالي الكتابي متاحاً للمرأة والرجل بنفس المقدار والدرجة، من دون أن تجد الأنثى نفسها محمولة على ضمير المذكر في كتابتها بسبب انشحان الذاكرة اللغوية والثقافية بمكونات وآليات الهيمنة (الذكورية) ، هل يمكن بناء على ذلك استخلاص ملامح خاصة تسم كتابة المرأة وتميزها عن كتابة الرجل؟!!
ثم هل سنصل الى درجة تجنيس الموضوعات موضوعات الكتابة بحيث تكون أنثوية أو ذكورية أم على المرأة أن تكتفي بتحديد حالها من كونها موضوعا للإكتاب والاستجواز كاستقلالها كذات (كاتبة).. الدكتور الغذامي يرى أن تأنيث اللغة أو أنسنتها وإن كان ممكنا إلا أنه لن يكتمل إلا بتأنيث الذاكرة ولكن الذاكرة تاريخ وثقافة أكسبها التدوين صفة الثبات. ولن يحركها سوى التأويل والتأويل فيه مناقصة للتاريخ واعادة التاريخ للثقافة، وهما عمليتان تتطلبان فعل الكتابة المستند الى والمنعطف في رؤية انسانية للمجتمع البشري، وليست ذكورية أو أنثوية معاً دون تجاهل الغبن التاريخي والثقافي وبالتالي اللغوي الواقع على المرأة.
الموضوعات ليست مؤنثة أو مذكرة في ذاتها وإنما تكتسب درجة ما من الانتماء الى هذه الصفة أو تلك عند تحولها الخالعة ثم أداة للكتابة أو القول هذا التحول وذلك الاكتساب إنما يتحكم فيه موقف الكاتب/ الكاتبة ورؤيتها تجاه جملة من القضايا الأساسية.
خالد عمر مرعي
koam67@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|