الكتاب السعودي المفقود في معارض الكتب عبدالله بن حمد الحقيل
|
يُعد الكتاب أحد الروافد الثقافية المهمة، فهو وعاء من أوعية المعرفة والثقافة، ووجه فكري وحضاري مشرق، ووسيلة إلى رقي الأمم فكرياً وحضارياً فهو يلعب دوراً فعَّالاً في تنمية المعرفة والثقافة، ولقد قِيل إن الأمة الواعية هي الأمة القارئة، ولعل ما يبهجنا في هذه البلاد أن تطورنا الحضاري لم يكن موجهاً للمادة فقط، بل صاحب ذلك وواكب انطلاقة ثقافية من أهم معالمها الاهتمام بالكتاب طباعة ونشراً وتوزيعاً وقراءة.. ولقد قال أحد الناشرين العرب كلمة ما زلت أحفظها أن الكتاب يؤلف في مصر ويطبع في لبنان ويقرأ في السعودية مما يدل على أن أبناء هذه البلاد مختصون في الثقافة والمعرفة والحديث عن الكتب عند من يعرفون للفكر الرفيع قيمته وللعقل مكانته هو ألذ من حديث الحسان الذي قال فيه الشاعر:
وحديثها السحر الحلال لو أنه | لم يجن قتل المسلم المتحرز | إن طال لم يملل وإن هي أوجزت | ودّ المحدث أنها لم توجز |
وهذا أمير الشعراء أحمد شوقي يفضِّل الكتب على الأصدقاء: |
أنا من بدّل بالكتب الصحابا | لم أجد لي وافيا إلا الكتابا |
ولقد صوَّر أبو الطيب حقيقة الكتاب ومتعة قراءته بقوله: |
أعز مكان في الدنا سرج سابح | وخير جليس في الزمان كتاب |
ونحمد الله على ما تزخر به بلادنا اليوم من مكتبات تحفل بنفائس الكتب، ولقد صدرت في السنوات الأخيرة في بلادنا أعمال أدبية وثقافية جديرة بالاهتمام وما زال التعريف بها قاصراً عن متابعة كل ما ينشر.. ولكم تساءل الكثيرون من شعراء وأدباء في العالم العربي عن الكتاب السعودي ووجوده وفاعليته.. وهذا يدعونا إلى التساؤل عن أهمية التعريف بأدبنا فهو مافتىء تنقصه الدعاية والتعريف به خارج الحدود ليصبح على نحو من الاكتمال وتمتلئ به المكتبات فأدبنا والحمد لله قد قطع شوطاً غير قصير في ميدان العطاء والإبداع والنمو والتكامل وإن كان ما زال مفتقداً للكثير من المقومات والأسباب ليصبح على نحو يضاهي مستواه في البلدان العربية الأخرى وان المرء ليعجب حين يجد المكتبات في البلدان العربية خلواً من الدواوين والكتب السعودية خصوصاً في هذا العصر الذي ازدهرت فيه بلادنا في شتى المجالات ومنها التعليم والأدب، ووجد لدينا الأفذاذ من العلماء والأدباء والشعراء ولهم المشاركات التي تبرز عطاءهم وأصالتهم الفكرية وشاعريتهم ومؤلفاتهم القيمة يدعم ذلك تطور فكري واجتماعي مستمر. | ولهذا فحري بأدبنا وبمؤلفات أدبائنا أن يكون لهم النصيب الأوفر من الاهتمام والنشر والتسويق والانتشار في مكتبات العالم العربي والكتاب لا يقدَّر له الذيوع والانتشار ما لم تكن هناك وسائل لتوزيعه مع الحرص على جودة المادة الفكرية والعلمية التي تضمها تلك الكتب والمؤلفات. | فما أحرى دور النشر والتوزيع أن تهتم بالكتاب السعودي ليقف جنباً إلى جنب مع الكتب العربية الأخرى في المعارض والمكتبات ويحقق الأهداف المنشودة ويحظى بالعناية والاهتمام والتشجيع وبذل الجهد بكل بادرة في هذا المجال وتفعيل دور الكتاب والوعي بآثاره وتيسير وصوله إلى القارئ العربي ولقد قيل: | جل قدر الكتاب يا صاح عندي | فهو أغلى من الجواهر قدرا | وقيل: |
جعلت سميري حين مسامري | دفاتر أملتها العقول السوالف |
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|