الولايات المتحدة الأوروبية القوة العظمى الجديدة ونهاية التفوق الأمريكي The United States Of Europe The New Superpower and the End of American Supremacy
|
المؤلف: T. R. Reid
الناشر:Penguin Books (November 4, 2004)
***
في أعقاب كتاب جيرمى ريفكين الذي يدور حول نفس الموضع بعنوان (الحلم الأوروبي) الذي أثار الكثير من الجدل، فإن هذا الكتاب يؤكد أن الأمريكيين، وخاصة أولئك الذين يتبنون مبدأ روبرت كاجان
(دع أوروبا تضرب رأسها في الحائط ونحن نمضي وحدنا)، يتجاهلون أو لا يدركون الواقع المتجسد في أن الاتحاد الأوروبي وليس الولايات المتحدة هو الذي يصعد الآن كقوة عظمى حقيقية في القرن الواحد والعشرين.
ولكن بينما يشير كتاب ريفكين إلى قيم أخلاقية متباعدة على نحو متزايد، فإن ريد في هذا الكتاب يؤكد على الجوانب الاقتصادية مشيراً إلى قوة اليورو (العملة الأوروبية الموحدة) وانتشار الشركات الأوروبية العملاقة والسوق الهائلة المترامية الأطراف للاتحاد الأوروبي التي تمثل قوة لا يستهان بها حسب وصف جاك ويلش مدير شركة جنرال الكتريك.
إنها نوع من (القوة الناعمة) أو ما يسمى ب(السوفت باور) التي تؤكدها بعض الإحصائيات حيث إن دخل الفرد في أوروبا أصبح أكبر من دخل الفرد الأمريكي بالإضافة إلى مناقشة الاتجاهات والنوازع الأوروبية المضادة للأمريكيين والمليئة بالحماس للروح الأوروبية والوحدة الأوروبية والثقافة الأوروبية. ويرى بعض النقاد أن الاتحاد الأوروبي قد حقق ذلك النجاح الباهر بسبب انشغال الولايات المتحدة بالمعارك التي تخوضها (لمكافحة الإرهاب)، وهي حجة البليد التي يعلق عليها فشله، ولكن يرى ريد أن الولايات المتحدة مهما فعلت فإنها لن تستطيع أن تنتقص من حجم نجاح الاتحاد الأوروبي وتفوقه المستمر. ففي مايو 2004 قام الاتحاد الأوروبي بضم بولندا وجمهورية التشيك والمجر ودول أخرى إلى دول الاتحاد الأوروبي التي يبلغ عددها 25 دولة.
وبينما يعتقد البعض أن ذلك ربما يعتبر انحرافاً كاملاً عن اتجاهات السياسة الأمريكية، فإن هذا التوسع سوف يؤدي إلى زيادة عدد سكان الاتحاد الأوروبي إلى 450 مليون نسمة مما يجعله أكبر من عدد سكان الولايات المتحدة بالإضافة إلى دخل الفرد السابق الإشارة إليه ناهيك عن حجم التجارة الأوروبية الذي يتجاوز مثيله الأمريكي وكذلك عدد الأصوات الأوروبية في مجلس الأمن وكل المنظمات العالمية.
وأوروبا الجديدة هذه قد عقدت العزم على استعراض عضلاتها السياسية والاقتصادية على الساحة العالمية وعلى ذلك قطعت أوروبا الموحدة شوطاً طويلاً نحو تحقيق حلم (الولايات المتحدة الأوروبية) حسب تعبير وينستون تشرشل.
ويوضح ريد الطرق التي من خلالها قام الاتحاد الأوروبي بالتحول إلى قوة عظمى هائلة تناطح الولايات المتحدة التي لم يعد من الممكن وصفها بأنها القوة العظمى الوحيدة في العالم. كما يقتفي أثر خطوات أوروبا الموحدة منذ أيام في أعقاب ونستون تشرشل والكثير من الرؤى التي تبلورت في أعقاب الحرب العالمية الثانية من أجل إسدال الستار على الحرب في أوروبا، كما يؤكد على أن هذه الجهود الحثيثة لإحلال السلام قد أدت أيضاً إلى تكون قوة اقتصادية وسياسية عالمية هائلة.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|