وميض السفير التشكيلية عبد الرحمن السليمان
|
تعاود مسابقة السفير التشكيلية دوراً أطلقته منذ أربعة أعوام تقريباً عندما نظمت مسابقتها الأولى في الرياض وفي ظل اهتمام كبير من قبل المسئولين والقائمين على المسابقة كانت الدورة الأولى للمسابقة استبشاراً بعمل سنوي أو كل عامين تفاءلت به الساحة كثيراً فنظام العمل في المسابقة كان كفيلاً بتشجيع الفنانين والمجتهدين للتنافس من جهة والحصول على جائزة اقتناء كانت ضمن نظام المعرض (المسابقة) وبالفعل كان الاقتناء من الأعمال المقبولة للمشاركة كبيراً فقد اقتنت وزارة الخارجية التي نظمت وأشرفت على المعرض أعمالاً كثيرة هدفت من ذلك توزيعها على السفارات السعودية في الخارج وغيرها من الدوائر ذات العلاقة بالوزارة وقد تنوعت أعمال المعرض الفائت فشاهدنا العديد من الاهتمامات والتوجهات الفنية الحديثة والتقليدية وذهبت الجوائز إلى أصحاب الأعمال الأكثر حداثة وتجريداً وكذا مقاساً! واستضافت الوزارة في تلك الدورة الفنانين للمشاركة في الافتتاح واستلام الجوائز وتكفلت بكثير من الجوانب التنظيمية للمعرض وكانت خطوات العمل مشجعة ومحفزة على التواجد في مثل هذه المناسبة.
طيلة الأعوام الماضية لم يظهر ما يشير إلى معاودة المسابقة أو النية في تنظيم دورة جديدة فقد خيم صمت حسبنا إن المسابقة اكتفت معه بالدورة الأولى، إلا إننا وخلال الأيام الماضية فوجئنا بخبر سار عندما تابعت بعض وسائل الإعلام الاجتماع الأول للإعلان عن تنظيم دورة جديدة هي الثانية، لم تحدد لها مواعيد إلا إن الآلية الجديدة للعمل قد تهيئ للفنانين أو الراغبين المشاركة وسائل حديثة عن طريق شبكة الانترنت، كما أن الجوائز منظمة بشكل مغاير عن الدورة الأولى التي انفتحت على جميع الاتجاهات الفنية ومن خلالها يتم التحكيم بشكل إجمالي، فالتحكيم في الدورة الثانية سيخضع إلى تقسيمات فنية بموجبها ستكون هناك جوائز لأعمال التصوير الواقعي والأعمال ذات الصبغة الأحدث التي تستلهم من التيارات الحديثة بالإضافة إلى أعمال الكولاج. والواقع لا اعرف كيف سيتم التصنيف للأعمال التي ستتقدم للمشاركة في المسابقة وكيف سيتم الفرز في هذا الجانب الذي قد يواجه بعض المصاعب إلا انه من حيث المبدأ هو توجه أو اهتمام نتمنى إن يحققا لفائدة والهدف المطلوب كما وسيتم إشراك الجمهور من خلال موقع يتم الترشيح له للفوز بجوائز معينة، وهي خطوة مستحدثة لا اعتقد أنها طُرقت من قبل وان كنت أرى أنها لن تكون بالدقة المطلوبة لأن العمل الفني لا يقيّم من خلال صورة أو شاشة فالقياس والتقنية والخامة لها التأثير الأقوى في الحكم على عمل فني كلوحة خاضعة لبعض التقنيات والتلوينات الخاصة. من الجوانب والإضافات الهامة في هذه المسابقة طواف المعرض إلى بعض المدن الأجنبية ومعه نتمنى إن يحقق من خلال ذلك هدفاً طالما تطلعنا إليه بتقديم ابداعات الفنان التشكيلي السعودي الفنية في الخارج وفق مواصفات العمل المتكامل من حيث التوقيت واختيار المكان (القاعة) المناسبة وحضور أكبر عدد من الفنانين المشاركين المناسبة في الخارج ودعوة المهتمين وفناني الدولة المضيفة. إن أهم ما قدمته مسابقة السفير منذ الدورة الأولى تقنين المشاركة وقصرها على أبناء المملكة من التشكيليات والتشكيليين وكذا نظام الاقتناء الذي يتم معه اختيار أكبر قدر ممكن من الأعمال ذات المستوى الفني الجيد، أما ما يؤكد عليه للدورة الجديدة فهو الاختيار لعملية التحكيم من جهة وتشكيل لجنة فرز أولى من فنانين أصحاب خبرة بالإضافة إلى خضوع الأعمال المفروزة منذ البداية للإطلاع من قبل لجنة التحكيم التي يمكن أن يكون لها رأي في بعض الأعمال المستبعدة، ومع العلم بمقدار الجهد الذي يمكن أن تبذله اللجان وما يمكن أن تواجهه من أعمال كثيرة إلا أن في ذلك اكتمال للعمل وظهوره بما يحقق الفائدة والهدف المطلوب ولتكون المسابقة مناسبة (تشكيلية ثقافية كبرى) تدعم فعليا الفنان التشكيلي السعودي وساحته الفنية، وتكون بمثابة الفرصة للتنافس الشريف الذي يدعم الساحة بنتاجات جادة و جديدة.
aalsoliman@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|