قصة قصيرة فهد الخليوي
|
بحر وأنثى
كانت الشمس قد أوشكت على الغروب، بدت خيوطها الذهبية تمتزج بزرقة البحر وكأنها قناديل صغيرة تضيء من بعيد.
اقتربت المرأة نحو الشاطئ.
حدقت عبر الفضاء الرحيب.. لم يكن بينها وبين البحر حجاب.
تركت أسمالها الرثة قرب الشاطئ المقفر.
توغلت عميقاً نحو البحر وهوت كنجمة مضيئة.
***
سطور من تراث الوأد
تحلقوا حول المدفن، خرج من بين الجمع رجل يحمل فأسا وطفق يحفر في الأرض. اجتثت الفأس جذور أعشاب صغيرة جفت فوق أكوام التراب وتبعثرت بفعل الرياح. اصطفوا على شكل دائرة، أشهروا سيوفهم وبنادقهم وأطلقوا أعيرة نارية في الفضاء. رقصوا على قرع الطبول، تمايلوا جذلاً ثم انطلقت صرخة مدوية.
ادفنوها!
ارتدى جسدها الشفيف كفناً منسوجاً من عروق ليل طويل. شعت من روحها ومضات عذاب تليد. امتصتها العتمة، دلفت إلى مهرجان موتها، وتقاطرت أنوثتها شموساً وأناشيد.
أومض طيفها من خلايا الصمت وساد سكون مهيب في ساحة المقبرة. انصرف الجمع عند حلول المساء. كانوا يلوحون برايات سوداء، ويحملون فوق كواهلهم ليلا حالكا وسلاسل غليظة وبقايا وأد قديم.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|