قصة قصيرة علي فايع الألمعي
|
رغبة
دلفت عيناي الطويلتان إلى داخل سيارة كانت تقف أمامي، رأيت فيها شيئاً يشبه إلى حدّ ما رغبة نفسي المتعطشة لحظتها، انطلقت السيّارة بسرعة عالية لم أستطع معها تحديد الملامح، وكشف المستور، انطلقت وراءها دون أن يكون لي نصيب محاصرتها، أو حتّى الإحاطة بها، رأيتها تفرد ذراعيها، وتخفي زينتها خلف قفازين أسودين، اقتربت منها أكثر، لم تلبث أن زادت من سرعتها، وقبل أن يسقط رقم هاتفي بين يديها، اكتشفت أنّها عباءة سوداء نسيتها إحدى النساء فوق مقعد السيارة الخلفيّ.
**
نسب!
كبرتُ وكبرتْ أحلامي، تزوّجتها بعد أن شممت رائحتها، وشربت ماءها، فيما كبرت وكبرَ أولادنا وبقينا نبحث لهم عن نسبٍ يليق بهم.
**
دلّة
أفقت ذات نهار على صوتها الشبيه بصوت ذكوري تشعل الحطب، لم أكن أعرفها من قبل، كان عمرها يتجاوز لحظتها الخمسين عاما؛ لكنّ ظروفاً غامضةً قادتني إليها، ظننت أنّها تعتزم الاحتفاء بي وحدي، ولأنني كنت أكثر النّاس رغبةً في هذا الاحتفاء قرّرت أن أبقى متدثراً بلحافي، علّها أن توقظني ساعة انتهائها، وقبل أن أسبح في التّفكير الاحتفائي كان الناس من كبار السنّ يتوافدون عليها، أفقت وبيد كلّ واحدٍ منهم فنجان قهوة، اعتادوا على شربه من دلّتها، قبل افتتاح أيّامهم الشّاقة والمتعبة.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|