قصة قصيرة سماهر الضامن
|
(بعينيه)
كان أول شيء تعلمه هو التسلق.. وأول شيء أحب تسلقه هو أنا.. يوما بعد يوم يزداد مهارة.. يتسلقني واقفة جالسة ونائمة.. حين يتشبث بحلقي أو يعتلي ظهري تغمره نوبة هياج وجنون.. يمتلئ عظمة بينما أتشجر.. أحاول قراءة الضوء في عينيه.. كأنما يرتقي مئذنة مسجد.. أو يمتطي غيمة سابحة.. أو يعتلي فرسا جامحة.. أو عصا ساحرة.. أو سمكة عملاقة تجوب به المحيطات.. فقط يشغلني السؤال.. (أي شيء يظن الطفل أمه؟)
**
(إيقاعات)
خانق وقع قطرات المحلول الأصفر المنسكب في وريدي..
تقتلني رتابته..
تك..
تك..
تك..
تك..
يتداعى لمسمعي من الخارج صوت جهاز التلفزيون بإيقاع جد مختلف.. الضاحية الجنوبية لبيروت تعيش إحدى لحظاتها الصاخبة.. بووووم.. طااااخ.. ططططط فرررررر كفففف.. موسيقى غرائبية لقذائف فسفورية وعنقودية و(ذكية) تجيد عزف نشيد الموت اليومي الجنائزي المدوي داعية الجميع لرقصة طقوسية.. جسدي مرهف للموسيقى.. يهتز لأبسط إيقاع..
الآن لا يستجيب.. بهتت شهوة الرقص.. لم يعد بقدرة أحد أن ينتشي..
***
صار الموت في لبنان هو الآخر رتيبا..
***
أشد رتابة من إيقاع قطرات المحلول الأصفر المنسكب بلزوجة في وريدي..
تك..
تك..
تك..
تك..
تك
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|