أتيتِ فرويت الشغاف ودادا |
وغبتِ فألهبتِ الجفون سهادا |
وكنت فصيرت القلوب جداولا |
فحيث حللتِ السعدُ طاب وجادا |
بعينيكِ قَصْر لا يغيبُ إلى العُلا |
تَرى النور والأبعاد فيه تمادى |
به الفضل ما أبهاه لا تلق حدّه |
وفيه مناراتُ الثناء تَهادى |
لتلقى الصبا والمهد والعُمر كلّهُ |
لها البرّ إن وفّى لبار كسادا |
فقلبُكِ روضات النعيم شغافهُ |
بحسكِ دنيانا تسيحُ ودادا |
وكفّك يا للبَذلِ كيف نردُّهُ؟! |
ولو كانتِ الدّنيا لقل سدادا |
وصدرُكِ جنّات الحنانِ بأرضِنا |
كأنَّ جِنانَ الخُلدِ مِنه تُنَادى |
وشمسُك لو طلّت تطيبُ نُفُوسُنا |
ونَفسُكِ إنْ طابتْ نطيرُ فُرادى |
وصَالك نُعمَى كَمْ نهيمُ بِظلّها؟! |
وقُربُك بشْرى يا هَنَاهُ مَعادا!! |
وحُبُّكِ عهْدٌ في الرِقاب مخضّبٌ |
وبِرّكِ دَيْنٌ من تُراهُ أفادا؟! |
إذا المرءُ لم يعطِ الأمومةَ حقَّها |
سَيحْيَا بأكفانِ العُقوقِ حدادا |
ويُلقَى بدنيا الكدِّ والضّنْكِ غارقاً |
وأيّ جزاءٍ يرتجيه حَصَادا |
رَهينٌ هو الإنسانُ في نسغِ فعلهِ |
وللبر عمْرٌ كمْ يطُولُ شِهَادا |
لتُشرقَ أنوارُ السعادةِ كلُّها |
فشمسُ الرِضَا أسمى المُرامِ مُرادا |