المكان والجسد والقصيدة المواجهة وتجليات الذات
|
*تأليف: فاطمة الوهيبي
بيروت - الدار البيضاء
المركز الثقافي العربي 2005
هذا الكتاب يتناول بالنقد والتحليل شعر المرأة السعودية، ويسعى للتعرف على هذا النتاج الشعري. فيدرس تجليات الذات في النص والمكان من أجل الكشف عن القواعد والإرغامات الفنية التي شكلت هذا الخطاب الشعري وأثرت في لغته وتقنياته وأنساقه.
استندت المؤلفة في دراستها في البحث عن تيمة المكان والجسد في النماذج الشعرية المختارة، على مدخل نظري بينت فيه تعالق الثلاثي: المرأة والمكان والقصيدة، وعالجت ذلك على ثلاثة محاور: اللغة والجسد والعالم. أنثوية المكان. أنثوية الشعرية.
وأبرزت التعالق انطلاقاً من الجذر اللغوي للأنثوية مروراً بالمستوى الأنطولوجي والفلسفي الذي يعكسه الموروث تجاه أنثوية المكان، وانطلاقاً من إشكالية الذات والجسد مع المكان ومع القصيدة، بوصف هذه الأخيرة مكاناً لتموضع الذات في اللغة والوجود، على اعتبار أن أبرز ملامح هذه الإشكالية كما يعكسها هذا الثالوث إنما تنطلق من مسألة الهوية والملكية، التي تبرز بأضدادها ومع ما يناولها من عسف وعنف واستلاب واغتراب، وبخاصة أن للجسد ارتباطاته الحتمية بفضاء المكان وفضاء النص.
وتبدو المرأة وسط ذلك مشتبكة بعلاقات تماهٍ، فكيف إذاً يبدو هذا الاتحاد والتماهي في التجليات والكتابات الشعرية للمرأة.
هذا ما تحاول فصول هذا الكتاب إبرازه، من خلال قراءة النماذج الشعرية للشاعرات السعوديات.
اختارت المؤلفة نصوصاً لإحدى عشر شاعرة فقط هن: أشجان هندي، بديعة كشغري، ثريا العريض، خديجة العمري، سلوى خميس، فاطمة القرني، فوزية أبو خالد، لطيفة قاري، لولو بقشان، هدى الدغفق، هيا العريني (غيداء المنفى). في حين أن عدد الشاعرات في المملكة العربية السعودية يتجاوز ذلك بكثير، وأرجعت ذلك الاختيار إلى الضآلة البحثية والتيمة المدروسة: (الملاحظ أن هذا النتاج يتفاوت تفاوتاً واضحاً جودة ونضجاً، وبعضه ضعيف جداً، ولا يفسر وجوده في الببلوجرافيا والجداول التي سأتحدث عنها بعد قليل إلا من باب التوثيق...).
ألحقت المؤلفة بالكتاب ببليوجرافيا وجداول تضم أكثر من ستين شاعرة، أصدر بعضهن مجموعات شعرية، والبعض الآخر اكتفين بالنشر في الدوريات أو المساهمات المنبرية في المناسبات الثقافية.
قسمت تلك الببليوجرافيا والجداول إلى:
- ببليوجرافيا تتضمن مختصراً عن السيرة للشاعرات المدروسة نصوصهن في الكتاب.
- وببلوجرافيا حاولت حصر أسماء الشاعرات اللائي أصدرن مجموعات شعرية.
- جدول للدواوين والمجموعات الشعرية مرتبة حسب تواريخ صدورها.
- جدول تقريبي حاولت فيه المؤلفة حصر أسماء الشاعرات اللائي لم يصدرن مجموعات شعرية.
تقول المؤلفة في مقدمتها: (اهتتمت منذ مدة طويلة بعلاقة اللغة بالجسد والتجسد وبالعري واللباس، وبعلاقة اللغة والمعرفة باللباس وبالشعارات. وكان الموضوع يبدو لي شديد الحساسية طالما الأمر بالمرأة: بموقعها في جسد العالم وبإبداعها، بهذا المفصل من طوباوية اللغة وماديتها أيضاً، ولاسيما أن النظرة إلى اللغة الشعرية ربطت بالكيان الأنثوي، ونُظر إليها (الشعرية) بوصفها كائناً أنثوياً...).
جاء الكتاب في ستة فصول إضافة إلى مدخل نظري وخاتمة وعدد من البيبلوغرافيات والجداول. الفصل الأول: عنف المكان: الحصار والاستلاب.
(نصوص لفوزية أبو خالد): تناقش المؤلفة ثيمة الجسد الذي يتعرض للعنف والاستلاب عند الشاعرة فوزية أبو خالد، وعلى رغم أن الجسد في شعر أبو خالد عرضة للهتك باستمرار، إلا أنه يظل مع كل أشكال الاستلاب والعنف طافحاً بالقدرة والخصب والتوالد، فالمرأة لديها، حبيبة أو أمّ أو في شكل رمز (تقاوم الهيمنة وطمس الهوية... بقدرتها على الخصب والتوالد وإبداع الحياة).
الفصل الثاني: ذات المكان ومكان الذات: النفي وقلق الهوية.
(نصوص لغيداء المنفى): وتتأمل هنا تكرار إشكالية الصدام مع المكان، مع المدينة وثقافتها في شعر هيا العريني (غيداء المنفى).
وترى أن حضور المدينة في شعر غيداء، هو وجه من وجوه الصدام مع الآخر المختلف، سواء كان هذا الآخر المختلف هو الغربي في مدن الصفيح، أم كان رجل المدينة العربي الذي تبنى مفاهيم ورؤى مناهضة لقيم ابنة الصحراء.
فالشاعرة عندما عرضت لثيمة التخلي عن البراءة وبعثرة الطهر في ليل المدينة، إنما كانت في رأي الناقدة، تعرض تمزق المرأة - الذات الشاعرة، بين ثقافتين وهيمنتين.
الفصل الثالث: شراع الكهف وتفعيل القصيدة:
(1) الخروج ويوتوبيا القصيدة: (قصيدة لم نكن في مكان لخديجة العمري).
(2) أهل الكهف - شلة الفصل: (قصيدة الفصل لأشجان هندي).
(3) كهف الذات وكهف اللغة: (قصيدة أن تتباسط والجرح لأشجان هندي): فصل تستجلي فيه حلم الشاعرة خديجة العمري من خلال قصيدة (لم نكن في مكان) في (الخروج من الكهف والخروج على السائد المتخلف الميت اجتماعياً وفنياً).
يتسع الكهف ويمتد في قصيدة العمري ليسائل التاريخ والحقائق الحاضرة التي تجابه ما فيه من زيف، وتواطؤ على الصمت.
الفصل الرابع: جدل التسمية جدل الكينونة:
(1) تحرير الدلالة وتحرير الزجاجة: (قصيدة دون اسم لثريا العريض).
(2) الكتابة والمحو: دوار الجسد والقصيدة: (نصوص للطيفة قاري).
وفي هذا الفصل تتناول انشغال الشاعرة ثريا العريض بمسألة العلاقة بين الهوية والتسمية، ومساءلة قضايا التراث الأنثوي والوجود من خلال تلك العلاقة.
تختار المؤلفة قصيدة (دون اسم) لثريا العريض متقصية ذلك الانشغال، وتشير إلى أن التسمية ليست مجرد ممارسة لغوية فقط، إنما هي (استبطان الكينونة في اللغة واللغة في الكينونة). ومن هنا تنهض إشكالية النص في مواجهة الكينونة وفي مواجهة اللغة.
وترى المؤلفة أن قصيدة العريض تنهض على محورين أو قطبين هما: الانغلاق والانعتاق، في الأول يمكن تأمل التسمية باعتبارها حركة تأطير وتقييد، وفي الثانية المدى المفتوح والسيولة والتدفق والغناء.
الفصل الخامس: أنسنة القصيدة وترويض القرين:
(1) العودة إلى رحم النص: (نصوص لهدى الدغفق).
(2) أنسنة القصيدة وترويض القرين: (نصوص لسلوى خميس): تتناول المؤلفة في هذا الفصل وأجزاء من الفصول السابقة نصوصاً لأسماء أخرى، من أجيال لاحقة، منحن القصيدة بعض المغايرة في التعبير وزوايا النظر، وعبرن عن هموم وموضوعات جديدة، مثل أشجان هندي وفاطمة القرني ولطيفة قاري وهدى الدغفق ولولو بقشان وبديعة كشغري وسلوى خميس. يقع الكتاب في (214) صفحة من القطع المتوسط.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|