(الشللية) بعضها يخرج عن النص!!
|
*محمد الخربوش
الشللية هي تكتل عددي لمجموعة من الأفراد يجمعهم عادة همٌّ واحد أو حرفة أو صنعة أو تقارب فكري وتوجه معين ويكون في الغالب إيمان كل أفراد المجموعة في أهداف محددة ومتقاربة.
أيضاً طموحات وآمال وأماني هذه المجموعة تكون متجانسة مع البقية.. وعادة وبعد ثبات المجموعة على عدد معين يكون من الصعوبة بمكان اختراق هذه المجموعة والوصول إليها وبالتالي تنغلق هذه المجموعة على نفسها وتبدأ في ممارسة أعمالها وتنظيرها وفق ما تراه هذه المجموعة وبما يتفق مع أهدافها ويحقق طموح أفرادها وتوجههم.. لا غبار على ذلك وكل مجموعة أو تكتل لها الحق في أن تعمل على ما تراه يحقق لها الحضور والعطاء وبالتالي تحقيق ذاتها في مجالها شريطة أن يكون ذلك تحت الضوء وبشفافية وصراحة ووضوح أيضاً لأن العطاء الجيد مهما كانت نوعيته لابد وأن يفرض نفسه في النهاية ولابد أيضاً من أن تعامل هذه المجموعة مع الكل وانفتاحها على الكل أيضاً يؤدي إلى أن تكسب هذه المجموعة احترام وتقدير الآخرين وبالتالي تكون هذه الشللية هنا شللية مقبولة. أما أن يقوم تجمع ما أو شللية ما بممارسة التنظير ومحاربة الآخر والتقليل من عطائه والتهميش لكل العطاءات التي لا تتوافق مع أفكار ومتطلبات ومزاجية الشلة إياها فهذا في اعتقادي الشخصي هو (الحال المايل)، والفن التشكيلي كأحد العطاءات الإنسانية الراقية وكرافد هام من روافد الثقافة يوجد فيه بل إنها تتنامى مثل هذه الشلليات ومثل هذه التجمعات وهذا أمر عادي بل إن بعض هذه التكتلات إن جازت التسمية تأتي على شكل جماعات وتحت مسميات مختلفة سواء كانت إقليمية أو جغرافية أو خلافه أي أنها ولدت تحت الشمس وقدمت نفسها بشفافية ووضوح لخدمة الهم التشكيلي والعمل على المشاركة بالنهوض في هذا الطرح الإبداعي وتقديم الخدمة والخبرة والمشورة الفنية والتقنية للمواهب والواعدين والناشئة ممن يستهويهم هذا المسار، وهذا في اعتقادي أيضاً هو ما تعوّل عليه الجهات التي تتولي مسؤولية الفن التشكيلي ورعايته. أما أن تقوم جماعة أو مجموعة أو تكتل تشكيلي بالتفرغ لمطاردة الآخرين والتقليل من عطاءاتهم ومصادرة نجاحاتهم والوصول إلى مرحلة التهكم والسخرية بالآخر فهذا أيضاً (مسار غلط) وكان من الأولى بمن يمارس مثل هذا الدور غير (المحبب) أن يتفرغ لفرقته وشلته وأن يعملوا معاً على التطوير والتنوير والعمل بشكل جاد على الرفع من مستوى المجموعة بشكل عام وأن يعملوا أيضاً على مد جسور التعاون والتلاحم مع الجميع لتكون المحصلة النهائية مناخات وبيئات (مثالية) صالحة للعطاء والعلم بما ينعكس على ثقافة البلد وتطورها وتناميها.
أما ما تمارسه بعض (الشلليات) من أدوار بعيدة كل البعد عن الصالح العام ففي اعتقادي أيضاً هو معول هدم ينخر في جسد الثقافة برمتها.
أتمنى أن نعمل سوياً، سواء كنا فنانين تشكيلين أو مختصين أو كتاب أو مهتمين، على بلورة الجهود خصوصاً أن العالم أجمع مقبل على تحولات كبيرة في كل القيم والمفاهيم في ظل ما يُسمى بالعولمة التي سوف تساهم في انفتاح الآخر على الآخر وتلاقح الثقافات بما فيها السلوكيات وكافة المعطيات الإنسانية وبالتالي ضياع الهويات واختلاط الحابل بالنابل.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|