الجنادرية.. من جديد
|
*عبد الرحمن السليمان
مع اقتراب المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية يبدأ التفكير في الشكل الذي سيكون عليه الفن التشكيلي، الحقيقة أنني أستبشر بهذه المناسبة الوطنية الكبيرة التي يجتمع فيها أبناء المملكة من كل المدن والمحافظات والقرى وغيرها ليمثلوا اللحمة والوحدة الوطنية وليعبروا عن الحب والانتماء والفخر والاعتزاز بالوطن.
الفن التشكيلي وهو واحد من تلك الاهتمامات يحضر على نحو واضح فهاهي قاعة الفنون التشكيلية التي أنشئت بعد أعوام من التنقل في أماكن مؤقتة وهذه هي الصيغة التي سيقوم عليها معرض الفنون التشكيلية. في الأسابيع القريبة من بدء المهرجان يتضح كل شيء، الأسماء التي ستتولى مهام التشكيل، فالاتصالات السريعة التي تتم مع الفنانين أو الجهات المعنية من المناطق وغير ذلك مما يحقق قيام المعرض على أرض الجنادرية. العام الفائت (الدورة العشرون) حاول القائمون على الفن التشكيلي إضافة ورشة اشتغلها النحات سعود الدريبي بمعاونة أحد الشباب من أعضاء لجنة الفنون التشكيلية، لكن هذه الفكرة المنفذة كورشة فنية كانت مسبوقة منذ أعوام برسم جداريات رسمها مباشرة أمام الجمهور فنانون معروفون على نحو من الدعم والتشجيع والتنويع الذي تضمن في بعض الدورات المحاضرات والأمسيات الحوارية بل واستضافة فنانين ونقاد وباحثين من خارج المملكة، العام الفائت وكنت أشرت إلى ذلك أن اللجنة المشرفة على المعرض بذلت جهداً طيباً بل وكبيراً من أجل تقديم المعرض ومطبوعته وكان لها أن قدمت الدليل بشكل جيد ومشجع ورافقته بقرص مضغوط (سي.دي) تلقيت نسخة منه بعد انتهاء المعرض، وهذا التأخير في الواقع من الاشكالات التي تواجه المنظمين وهو ينسحب على أمور أخرى ذات علاقة، فتأخر الإعلان يعقبه تأخر في الاتصال وتأخر في إرسال الأعمال وكذلك في تصويرها ثم طباعة الدليل، وقد لاحظت في الدورة الجديدة (21) أنه تم الإعلان في الصحف المحلية - منذ أسابيع - بدعوة الفنانين للمشاركة.
الأدلة التي أصدرها المهرجان للجانب التشكيلي كانت جيدة بل إن المهرجان أصدر كتباً أو شبه ذلك فكان ناصر الموسى ود. محمد الرصيص ود. صالح الزاير. والتأخر في طباعة دليل المعرض يفقده الوصول للزوار والمهتمين وكنا في قاعة الفنون التشكيلية نواجه السؤال عن المطبوعة، ومع أنه يكون عمومياً إلا أنه يعني أصحاب الاهتمام أكثر من غيرهم، هذا خلاف السؤال السنوي الدائم: كيف نشترك في هذا المعرض العام القادم؟ والإجابة هي هي ، أن يترك السائل عنوانه للاتصال، ومع أن جواباً كهذا يحل إشكال الموقف إلا أنه ليست الإجابة العائدة بإيجابية. الحقيقة كنت محظوظاً بحضور معظم دورات الجنادرية ولو بالمرور، حضرت أولى الدورات ووجدت الاحتفاء والفرح الذي انعكس حينها على وجوه الحاضرين والمشاركين، كان الراحل محمد السليم والفنانون عبد الحليم رضوي وعبد الجبار اليحيا وسعد العبيد ومحمد المنيف وناصر الموسى وفهد الربيق والأسماء كثيرة، ومع أن المعرض كان أقيم في ركن مستطيل وزعت الأعمال الفنية في جانبيه إلا أنه كان احتفاء كبيراً بالمناسبة ومعها تحمّل الفنانون في الدورات الأولى الحالة التي أعيدت عليها أعمالهم أو التأخير الذي أوجد المنظمون في الدورات الأخيرة حلولاً جذرية له شجعت على التجاوب والإقدام على المشاركة. من هنا نجد مقدار الأعمال الكثيرة التي يؤجل أو يستثنى عرضها لزيادة العدد والاكتفاء بمنح المتقدم فرصة العرض. لا شك أن مهرجاناً بحجم الجنادرية ومكانته وأهميته يجعلنا نطلب المزيد، ومن أهم ذلك التنسيق المسبق بوقت كاف لإيصال الأعمال إلى المهرجان مبكراً وإعداد الدليل والمطبوعات وتوزيعها أيام المهرجان وكذلك الاهتمام بالجانب النظري بحيث يتم تنظيم لقاءات حوارية على غرار ما تم في بعض الدورات كإقامة محاضرة أو تنظيم ندوة يدعى للمشاركة فيها فنانون من مناطق المملكة، والاهتمام بمنح المشاركين جوائز تحفز أكثر على المشاركة بشكل أفضل وإمكانية الاقتناء من أعمال المعرض لمباني ومنشآت الحرس الوطني وهذه خطوة هامة ستجعل الإقدام على المعرض كبيراً.
aalsoliman@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|