ليالي أبو عبده
|
*أحمد القاضي
***
الليلة الأولى
لم يترك أي أثر على مشهدها يوحي بالرفض.
قال لها: (أنا أبو عبده) أخرجي لوحدك تبضعي أو تمشي لكن لا تأخذي أي من أبنائنا (والله عال)
هذا ولد أبو عبده يعني هذي أم عبده.
أطللت من شباك ورقتي قلت له: طيب لو بنشرت إحدى إطارات سيارتها ممكن تستعين أم عبده بصديق؟
***
الليلة الثانية
أركبها معه في المقدمة, تأكد من تغطيتها جيدا وبالكامل, قاد مركبته مسرعا لا يتلفت يمنة ولا يسرة لا يسلم على أحد حتى لا يتعرف عليه أحد, عند توقفه للإشارة الضوئية يتأكد ألا بصيص نور مشع من عينيها, ثم يمضي وفي داخله انتصار وزهو أن تغلب على كائنه الضعيف.
***
الليلة الثالثة
توضأ أبو عبده لصلاة الفجر ثم أيقظ أهله ولم يعثر على ابنه المراهق فتش غرف المنزل الواحدة تلو الأخرى اتصل على البدروم قال له الحارس إنه لم يره ثم انطلق إلى غرفة ما في البدروم وطرق الباب بعنف وهو يلهث عبده أبوك يسأل عنك خبي البنت أو روحها صرنا الفجر.
خرج عبده وتحدث مع والده..
إنني هنا كنت أركب كشافات غازية لسيارتي الجديده أتسلى وختمها بضحكة مغنجة..
طيب طيب توضأ لنخرج سويا..
حاضر يا أبي.
***
الليلة الرابعة
أبو عبده الصغير يتحدث عن أبو عبده الكبير
يقول أبو عبده بعد أن صار شيئا مهما في المجتمع: عندما كنت طالبا في جامعة أم القرى في السنة الثانية في قسم الأدب أحببت أن أجرب حظي الصحفي في أروقتها فكتبت أسئلة ووزعتها على بعض الطلبة والعاملين في القسم إلا أنهم وشو بي عند أبو عبده الكبير الذي يرأس قسما مهما فحرر محضرا بعدم العودة وتهديدا مبطنا بالتوقيف عن الدراسة وأوحى لى بحسم المكافأة المتأخرة أصلاً امتثلت لأوامره والآن أنا جزء من حكمة أبو عبده القائلة القتل في المهد أبلغ.
ترقى أبو عبده لأعلى المناصب في الجامعة وكذلك صرت أنا شيئا مهما في المجتمع.
***
الليلة الخامسة
أبو عبده من الأوائل على فصله ومحبيه كلهم مدرسون وموجهون.
ظل وفيا لعصا والده حتى استظل ذات ظهيرة تحت غيمة مطرزة يمانية قشيبها الحب والفرح.
قال لها: الماء للعطشان ؟
قالت: العطشان روحه عطشى
فوثب الماء من جرتها مستقرا على وجنتي , كانت هذه القبلة الأولى.
***
الليلة السادسة
خرج من أطيانه ودكاكينه ومزارعه وقصوره ثم الستقر في فلاة كخروج عن المألوف
قال: من أنا.. ولما أنا.. وكيف أنا.. ثم بكى..
فبكيت.
***
الليلة السابعة
طرق بابي بعنف قبل أن أكمل قومتي ركله بقدمه صحت بعنف من المجنون الذي يطرق كان أبو عبده يزأر باحثا عن إيجار الشهر قلت: اصبر
فمزق وجهه وتطاير اللحم أمامي وأخرج وجها آخر يشبه وجه افان الرهيب.
***
الليلة الثامنة
نسي والدي عصاه ولم تكن تلك عادته. تذكرها فأرخ بها اليوم ولأنه شيخ قبيلة أرخت كل القبيلة بتلك العصاة.
جعلوا لعصاه نصبا تذكاريا في مرابع القبيلة وكانت تبدأ الحكاية دائما: يوم نسي الشيخ العصاة الليلة التاسعة تلغيزات أبو عبده يعرفها القاصي والداني وهي تبهجهم من الداخل لكن ردود الفعل دائما تدعوك للتحشم, مرة أشار بيده بحركة لا يخطئ تفسيرها طفل والطامة أن سيدات تضاحكن بعجلة فهبت النخوة من الرجال الواقفين وصفعه أحدهم فيما قام الآخرون بالتدخل لصالح الصالح.
كان أبو عبده يذهب ليلا لمسامرة الصالح حتى يسيل لعابه فيذهب ليغتسل وهو يلعن أبو عبده (تذكرها وهو واضع يده مكان الصفعة)
http://www.maktoob.com/
| | |
|