أرجوك.. لا تمت الآن
|
*شعر/ عيد الحجيلي
كأرجوحةِ الظّلّ نَعلو ونهبطُ في مقلةِ التَّلََِّ
لا الأرضُ تدنو فنلبسُ خُضْرَتَنا المُشتهاةَ
ولا البرْقُ يخطفنا فيصيرُ المُحارِبُ في زيّهِ الرّثّ
عنقودَ وَهْمٍ بلا ثَمَرٍ تشتهيهِ العصافيرُ
ما بَيْنَ غُضنٍ وغُصنٍ نُفَتّشُ عن عُشّنا المستحيلِ
وعن قمرٍ
لا يموتُ على وهجِ الأمنياتْ
نفتشُ عن نجمةٍ تستطيلُ
مِنَ البحرِ حتى أقاصي الفؤادِ
وعن مِغْزَلِ النُّورِ
إذْ ينسجُ الدّمَ
والحُزْنَ
والقلبَ
والأملَ المُستطابَ
يُتوِّجُ كالشِّعرِ هامَ المعاني
ويخفقُ في كلّ قلبٍ عَصِيّ على ضَوْءِ نجمٍ
تُسَدّسهُ النارُ في جَوْفِ يافا
وتَحْمِلُهُ القدسُ ذكرى لأيامها الخائباتْ
نُفَتِّشُ...
لا عن صلاحٍ جديدٍ
ولا عنْ يدٍ تَقْرَعُ الماءَ بالماءِ
نبحثُ عن قطرةٍ في الدّماءِ تَعزُّ على الأفْقِ والأرضِ
كيْ ما تظلَّ حبالُ المشانقِ
أرجوحةَ الظلّ تعلو وتهبطُ في مُقْلَةِ التلّ
لا الأرض تدنو فَيُدْمي بكارتَها الشوكُ
أو يخطفُ البرْقُ حناءها
فيتوه المُحارِب في الذّكرياتْ
وها نحنُ ما بينَ موتٍ وموتٍ
سَنَكْبُرُ في أعينِ العدلِ حتّى يرانا
فلا تقرعوا الكأسَ بالكأسِ
لا ترفعوا عنْ وجوهِ الصبايا دِمانا
الدموعُ التي يَأكلُ الحُزْنُ مُقْلَتَها في الجدارِ هنا
لم يزلْ مِلْحُها في عُروقِ الصباحِ
تُذكّرُنا بالأناشيدِ والنّارِ والوطنِ المُستباحْتُذكّرُنا بدمٍ سالَ في خُبْزِنا
.
.
.
واستراحْ
فلا تقرعوا الكأسَ بالكأسِ لا
فدماءُ الشهيدِ مُعَلّقَةٌ لا تموتُ
وصوتُ المُحاربِ يُبْعَثُ من رحمِ النّارِ
ياقوتةً في بريقِ اللهيبِ وأنشودةً
في ربيع الأقاحْ
فلا تَمُتِ الآن يا نَفْخَةَ الكِيرِ
من ذا يُكَلّلُ أشواكَنا باللهيبِ
ويزرعُ في أعينِ العُشْبِ أحقادَها
حين تولدُ في كلّ يومٍ مُكَحَّلَةً بدماءِ الشهيدْ؟!
ومن ذا سَيَرْتُقُ لحنَ المرارةِ
إذ يشربُ الوقتُ قهوتَنا
ونَحِنُّ لزيتونةٍ
في «الطريقْ»؟!
فأرجوكَ.. أرجوكَ لا تَمُتِ الآنَ
كلُّ الدماءِ التي تشتهيكَ معبأةٌ في خريفِ المعاني
ولا يُشْبِهُ البَرْقُ نَزْفَ ال
ب
ر ي
قْ
هي الأرضُ لي إن تَمُتْ أوْ أكُنْ
فانْتَعِلْ زَيْفَ صُهْيونَ
وارْفُضْ مواتَكَ
اُرْفُضْ مواتَكَ من غَيْرِ تُفّاحةٍ
في الصباحِ
ومن غيرِ أغرودةٍ في المساءِ
ومن غيرِ تلّ يصيحُ المحاربُ
إذ يعتليهِ:
أنا الموجُ إذ يكتب الماءُ حاجتنا
لغريقْ!
أنا الموتُ
إنْ يكتبِ الحزنُ أسماءنا في الدفاترِ
إنْ يجرحِ القلبَ أو فَرّطَ الزَّغَبَ المخمليَّ
على جِيدِ صَبْرا
أنا الدّمُ والماءُ والتلُّ تلِّي
فلا تَمُتِ الآن أرجوكَ حتّى
يُبلِّلَ ريقَ الضَّحايا غَدِي
بقنبلةٍ من يدي
من يدي!.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|