انحراف..!
|
*وضحاء بنت سعيد آل زعير
يلجأ بعض المتخصصين، والمترجمين في النقد العربي إلى الحرفنة والابتداع في المصطلحات النقدية؛ خاصة حينما يكون المصطلح أجنبياً، فترجماته تتلوّن وتتشكّل بحسب المترجم.
بينما يُلحظ في بعض المصطلحات - بعد الالتفات إلى تراثنا النقدي والبلاغي- وجود ما يتناسب مع المعنى بلغتنا؛ بل يكون أحياناً مقارباً للمقصود أكثر مما وضع له من المصطلحات.
هل هو رغبة في البهرجة النقدية؟ أم إثقال كاهل المتلقي وشوشرة ذهنه؟ ليُقصي كل ذلك ويرى النقد الحديث مجرد طلاسم فلسفية مملة، يفتل كل ناقد فيها عضلاته ويعرض عملته الصعبة؟ أم أن كل واحد يتبع أستاذه الغربي ويترجم مصطلحه الخاص؟
هل نعذرهم بالقاعدة المعروفة (لا مشاحة في الاصطلاح)؟ أم أن صاحب هذه القاعدة لو اطلع على ما وصل إليه حال المصطلح لتندّم على إطلاقها؟!
لم لا يعود المتخصص بدايةً إلى التراث ويبحث عن مصطلح مقارب؟ وحين لا يجد بغيته يبدأ في محاولة المقاربة والتسديد بعيداً عن التزويق والشطح بمصطلح مُغرِب.
بعضهم يعتقد أن فذلكته في المصطلحات ترفع اسمه بين النقاد، وتجعل منه اسماً صعباً في سوق النقد.. فبقدر فلسفته وإغراقه، وتعذّر فهم كتابته، يكون ناجحاً متميزاً..!
المصطلحات الكثيرة التي ظهرت وهي قريبة ومشابهة لمعنى العدول في تراثنا.. ما سبب كثرتها؟ لن تكون ناقداً إلا باختراع مصطلح جديد تتفرّد به عن أصحاب ويتبعه اسمك متى ما ذكر هذا المصطلح..!
حينما نطّلع على مصطلحات حديثة فيها الغثّ والسمين، وهي مقاربة نوعاً ما ل(العدول)؛ سنتعب من كثرة المتابعة، والملاحقة، والتفكير للفصل بين ما هو ملائم، وغير ملائم؛ وإن كان أشهرها (الانزياح)، و (الانحراف).
هل كل ما يقوله أسلافنا الغربيون من مصطلحات غربية لابد من ترجمتها وإقرارها؟!
حينما يقول (رولان بارت): (الشناعة)، و(الفضيحة)! وتقول (جماعة مو): (التحريف)! ويقول (لارجون): (العصيان)!، ويقول غيرهم بمصطلحات لا ترقى لمستوى التذوق الفني، فضلا عن البشري!! لماذا لا نتجاوزها؟!
ولأكون منصفة، فلنترجمها، ونذكرها تعداداً من باب العلم فقط!
لماذا وصل عدد المصطلحات في هذا الجانب لوحده أكثر من (أربعين) مصطلحاً؟! إنه عدد استطاع مستحقاً أن يلفت أنظارنا إليه!
أخيراً بقي أن أقول:
** لم لا نفرح بجمعية نقدية عربية تلم شعث نقادنا، ويكون من أهم بنودها: توحيد المصطلحات؟
Wadha88@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|