| التجربة النقدية عند الشنطي
|
* الثقافية - علي بن سعد القحطاني:
استطاع الدكتور محمد بن صالح الشنطي أن يثري الساحة بمؤلفاته النقدية القيمة وأن يسد فراغاً في مكتبة الأدب السعودي، فهو على امتداد أكثر من ثلاثين عاما ظل يلتفت للابداع المحلي في حين غفلة من أهله.. حتى إن كتبه تدرس في بعض الدراسات الجامعية، قدم مؤخراً محاضرة بعنوان (تجربتي النقدية) وذلك في رابطة الأدب الإسلامي استهلها بقوله: التجربة النقدية بعامة، والابداعية بخاصة لا يمكن فصلها عن المنعطفات المهمة في تاريخ الأمة وأن المنهج الواقعي يفرض نفسه من خلال جملة من العوامل والمؤثرات التي مرت بها التجربة النقدية ومن المحطات المهمة في تاريخ التجربة النقدية للمحاضر:
أ - التكوين الثقافي في المراحل المبكرة في خضم التيارات التي كانت تستحوذ على الساحة في أواخر الخمسينيات وحقبة الستينيات الميلادية، وما مرت به المنطقة العربية من أحداث جسام وكان التياران الرئيسان آنذاك هما (الإسلامي) و(القومي). واستهل الدكتور محمد الشنطي حياته النقدية آنذاك بمقالين نشرا في جريدة المنار المقدسية في عام 1963م أحدهما تحت عنوان (القومية والإسلام) والثاني مقالة نقدية لرواية احسان عبدالقدوس (ثقوب في الثوب الأسود).
ب - في المرحلة الجامعية حيث تم تأسيس مجلة الأدب العربي التي صدرت لأول مرة عن قسم اللغة العربية عام 1966م ونشر فيها الشنطي مقالة عن اللغة العربية وقصة قصيرة تحت عنوان (متى يبزغ الفجر) وكانت هيئة التحرير مكونة منه ومن ثلاثة من الأدباء الذين عاصروه من بينهم الناقد نزيه أبو نضال والقاصي جهاد الكبيسي.
ج - في مرحلة تالية كان لنقاد التيار الواقعي من أساتذة جامعة القاهرة المرموقين مثل عبدالمحسن طه بدر وشكري عيد وعبدالمنعم تليمة وطه وادي أثر في رؤيته النقدية وفي دراسته للرواية العربية.
د - كان للمنابر الأدبية التي تنتشر في القاهرة كرابطة الأدب الحديث وندوة ناجي ونادي القصة وما كان يعقد من أمسيات في فترة الستينيات اثر في توجهه النقدي وكذلك ما كان يعقد من لقاءات نقدية على هامش عدد من العروض المسرحية الجادة لنجيب سرور ونعمان عاشور وتوفيق الحكيم والمسرح التجريبي وما كان يصدر من مجلات أدبية متخصصة.
هـ - كان نقد السرد يستهوي الناقد بصفته كاتب قصة قصيرة في بداياته، ثم اتجه لنقد الشعر وشارك في الحوارات التي دارت حول الشعر الحر وبعض القضايا النقدية حينما قدم إلى السعودية في أواخر الثمانينيات الهجرية ونشرت تلك المقالات في صحيفتي (عكاظ) و(الرياض).
و - جهد الدكتور محمد الشنطي النقدي ينصب في اتجاهين: اتجاه تعليمي يتوسل بالتحليل في كتبه النقدية الأكاديمية، واتجاه واقعي.
الجدير بالذكر أن الشنطي ما يزال محل حفاوة وتقدير من الأكاديميين والأدباء والمبدعين على إصداراته التي تعد مرجعاً للدارسين وتوثيقاً مهماً لمسيرة أدبنا السعودي وقد توّج كتبه النقدية بآخر كتاب اصدره قبل أربع سنوات بعنوان (الحركة النقدية في المملكة العربية السعودية) في مجلدين، وهو حالياً يعكف على مشروعه القادم في تأليف كتابه (الرواية السعودية الجديدة).
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
