فيما يجسد الآخرون إبداعهم جمالاً أنشطتنا الثقافية في عزلة
|
* الثقافية - علي محسن المجرشي:
ربما لو نظرنا إلى مشهدنا الثقافي والأدبي وما يعانيه من انثيالات الأنا والآخر، حيث يتجسد هذا المشهد برؤية قلقة ومتوجسة أثناء هذه الأنشطة التي تقام في أنديتنا الأدبية؛ فالملاحظ أن العالم من حولنا ينطلق في أطروحاته من منطلقات تلقائية مباشرة في زمن نجد أن منابرنا الثقافية تغرق في حزنها وشحوبها غير المبرر.
حينما تدخل إلى أي ناد أدبي لمتابعة نشاطه المنبري تجد أن هناك تكلفاً واضحاً في الأداء والإعداد؛ ما يجعل المشهد لا يخلو من تشنج قد لا يخدم أو لا يضيف شيئاً إلى العمل الأدبي؛ فلو تأملنا ما يقام من أنشطة ثقافية عربية في العاصمة الرياض وما تقدمه بعض السفارات والقنصليات والملحقيات الثقافية العربية نجده خير مثال على حسن الترتيب والإعداد والسلاسة في الطرح والتقديم والبساطة في الأداء؛ إذ تخلو هذه المناشط الثقافية من البيروقراطية، وتتجاوز الترتيبات الكلاسيكية التي عفا عليها الزمان.
ولذا نجد أن هناك سلاسة في الطرح وتلقائية في التناول الذي ينعكس على المشارك في مثل هذه الأنشطة؛ فالإبداع يتطلب منا أن نكون أكثر عفوية وبساطة وتلقائية؛ من أجل أن يكون هناك تجاوز لهذه الأجواء النمطية التي تكرس مفاهيم الجمود في الحضور والمدعوين والنصوص، فلو أخذنا مثالاً على ما يمارسه رؤساء الأندية الأدبية من وصاية على الحضور والمشاركين كما نلاحظ في بعض الأنشطة الثقافية التي تقام سنجد أن هناك فهماً مقلوباً لدى رؤساء تلك الأندية لكيفية إدارة وتقديم بعض الأنشطة المنبرية.
هنا لا نشكك في قدرات رؤساء الأندية الأدبية إنما هو مثال حقيقي تعانيه جُل الأندية الأدبية.
وبعد كل ما سبق هل يحق لنا أن نضع النقاط على الحروف لمعرفة الخلل هل هو في النظام أم في الأشخاص أم في الثقافة التي ينطلق منها أهل الأندية الأدبية ومتابعو الأندية ومحبوها، أم أن مشهدنا الثقافي يعاني عزلة لا تجعله يقدم ذاته بالشكل المطلوب أم لأنه يعاني انفصاما دائما يظهر أنه على حق وعلى صواب فيما قد يكون عكس ذلك؟
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|