قصيدة شهوة النار شعر / حسن الصلهبي
|
تأتي التآويه،
موجُ الريحِ مصطفقهْ.
تكادُ تفرغُ ما في جوفها الورقه.
أنا من الغيمِ،
من بطنِ السماء،
ومن صلب التراب،
لماذا أحرفي قلقه؟
مزاجها في اشتعال الصمت مرتبك،
ورجلها في شقوق اليأس منزلقه.
أسرى بها الألم الأوار
فانتثرت على الرصيف،
وذابت غير محترقه.
تلملم الورد،
في ظفر الزمان جثا
ومن نداها
بغاث الطير مرتزقة.
* * *
تأتي التآويه،
تأتي غير باسطة ذراعها،
أذرع المجهول منطلقه
أخشى على الشعر
أن ينسل من جسدي جنونه
ناثراً في قبحهم عبقه
لأن حمى أبي تمام تسكنني
أسابق الريح
والأحلام مختنقه
أسقي جذوري،
جروحي
من زلال دمي
لم يبق للشعب إلا الضحكة النزقه
لا فرق
إن كشرت ناب
وإن بسمت تلك الشفاه
فما أخفى الحصى نطقه
ولا سبيل
سوى التجديف في لجج
أنصالها من ركام المقت منبثقه
* * *
ما حيلة الرمل
إن لم يحتو ألمي؟
وعبرتي في صراع الجفن والحدقه
يطوف حولي موت
يستبيح ندى الزهور
يحقن في أحشائها حنقه
يمر بي العابرون
لاهثين
بهم عُري السؤال
ونار الجرح ملتصقه
أسير..
فألبس الريح
أزهو ملُ قامتها
ويلبس الدهرف غيري ثوب من سبقه
ويعرج الدرب بي،
لكن لي لغة
تظل للقادم المحجوب مخترقه
لي نكهة من حروف الماء
أمزجها بشهوة النار
لا تبتزني ورقه
هل جاء يومي؟
يقال: الليل يحسبه
في غار حلم
وكف للردى خنقه
ويحضن الزمن المشروخ أجنحة
من اللذائذ حتى فجرت عرقه
لو لم يكن عارياً
ما شد مئزره،
ولا تبدل حب الشمس بالشفقه
* * *
تأتي التآويه،
لكن الحساب أبى
أن يستجيب
وأن يحني لها عنقه
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|