مسرح الجمهور بين الضربة القاضية ورشيد بن الملوح فهد الحوشاني
|
لقد جاءت هاتان المسرحيتان في عامين متتاليين الأولى تم تقديمها العام قبل الماضي من إنتاج خاص والثانية إنتاج خاص أيضاً تبنته بعد ذلك أمانة مدينة
الرياض خلال العام الماضي وكما يبدو فإن الفارق بين كل عرض وآخر هو عام كامل وهذا في العمر الزمني للمسرح لدينا قياسي جداً وقصير فالغالب أن
يفصل بين كل عرض وآخر عدة سنوات.. وكما يلاحظ فالمسرحيتان لا تتبعان جهة مسرحية فهما من ذلك النوع السائد من المسرح والذي يسمى مسرح
«المبادرات الفردية» وهو مسرح قديم جداً بدأ منذ أول مبادرة قادها المرحوم أحمد السباعي وما زال المسرحيون على أثره يمارسون الدور نفسه ويبادرون
على حسابهم الخاص! وإذا كان السباعي بادر لأنه لا يوجد قبل نحو ستين سنة من يهتم بالمسرح فما الذي يدفع المبادرين الآن إلى ممارسة هذا الدور!! أرجو
ممن يعرف الإجابة أن يرسلها إليَّ لكي أرسلها إلى من لا يعرف!!
نعود للمسرحيتين حيث جاءتا لتؤكدا أن مسرح الجمهور ما زال قابلاً للانتعاش رغم كل ظروف الجذب الأخرى للشباب من فضائيات واستراحات ومقاه
وإنترنت وكلها تأخذ من وقت الشباب أكثر مما ينبغي.
وهناك مؤشران في نجاح تجربة مسرح الجمهور كما يحلو للبعض أن يسميه و المسرح التجاري كما أسماه البعض الآخر فالمؤشر الأول هو تلك الأعداد
الكبيرة التي حضرت المسرحيتين بالإضافة إلى التفاعل الجيد من قبل الجمهور.
فمسرحية «الضربة القاضية» كانت بداية لعودة مسرح الجمهور بعد انقطاع دام تقريباً عشر سنوات عجاف كانت تلك السنوات كفيلة بانسحابه من
ساحة المسرح وفتور العلاقة بين الطرفين بل والتجهيز عليها «بالضربة القاضية» لكن يبدو أن الجمهور متى ما وجد عرضاً كوميدياً ونجماً مقبولاً فإنه سوف
يعود أدراجه ليدخل من بوابة المسرح وهذا ما حصل في الضربة القاضية التي جمع فيها مخرجها ومؤلفها الأستاذ صالح الزير نجوم المسرح الكوميدي «فايز
المالكي، عبدالعزيز الفريحي، حبيب الحبيب» وبعد هذه التجربة قدم المخرج رجاء العتيبي في تجربة ثرية اعتمد فيها على الإبهار البصري والاستعراض وشغل
فضاءات المسرح بالحركة واللون والصوت حيث عبر بعض المسرحيين عن هذه التجربة أنها بداية لمسرح الجمهور «تصوروا بعد ستين سنة» مازلنا نقدم
بدايات!! المسرحية من تأليف الأستاذ سعد المدهش وهو مدهش حقاً بقدرته على اقتناص الأفكار والموضوعات غير العادية وطرحها بأسلوب جديد،
العرض الجماهيري تألق فيه كعادته الممثل حبيب الحبيب فأعطى للعرض اشتعاله وحيويته وهذا الممثل الشاب ينتظر له مستقبل مسرحي غير عادي.
أتمنى ألا يترك أولئك المبادرون سواء من المخرجين أو المؤلفين أو الممثلين الساحة خالية فالواضح أنه من دون مبادرات ومغامرات فردية لن يكون هناك
مسرح جماهيري يدفع الجمهور إلى بوابات المسرح!!
alhoshanei@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|