أعراف رسائل إلى أمريكا LETTERS TO AMERICA إلى طيار ماهر محمد جبر الحربي
|
ها أنت تهبط على الدرج المصقول اللامع،
في بيتك الريفي الفخم،
فخامة الأشجار المنبعثة من تاريخٍ هنديٍّ أحمر،
تمحوه بانتظام منظفات «هارفارد»،
ولا يعيره كبير اهتمام مخططو أمريكا الحديثة،
وهم يحنِّطون رؤوس الوعول والرجال.
أو ليس ذلك أحدها في صدر صالونك؟!
هناك فوق الأوسمة الكثيرة التي اصطدتها،
بمهارتك الحالية في التصويب على رؤوسِ الناس،
وأسقف منازلهم المتواضعة.
الأوسمة التي يقولون: إنها كالقنابل والصواريخ،
لا تقعُ إلاّ على صدور من لا يستحقونها!!
على اليسار هناك..
فوق مجسمات الطائرات الأكثر فتْكا،
والصور التي اصطادها لك مصورٌ ماهرٌ
يجيد التصويب مثلك تماماً.
وها هي تُمجّد خطواتك السريعة،
على الدّرج الذي تسمونه المجد،
ونسميه الجريمة المنظمة.
وبالإشارة إلى المجسمات..
ترى ماذا خطر ببالك أن تسمي لعبتك
تعرف: طائرتك.. شرفك..
فيما كنت تحرق الأخضر واليابس،
الناس والأجناس،
التاريخ والجغرافيا؟!
«أنولا قي»؟!
لا أعتقد، فهو اسم تراجيدي قديم مرعب،
لا يتلاءم مع عولمة السلام، والقرية الكونية الصغيرة!!
لربما كنت ممن يحبون كتابة الرسائل على طائراتهم،
تعرفهم، أولئك الذين يكتبون بفخر:
«باك تو ذا ستون ايج».
«إلى ديدان الأرض».
وإذا ما صدق حدسي، فأنت من نفس المدرسة،
نفس السلالة، سلالة العصور الوسطى.
والآن، وأنت في مقعدك الجلدي الوثير الدافئ
هناك في مملكتك التي لا تسقط عليها القنابل،
ولا تدكها الصواريخ.
هل يمكنني أن أسألك سؤالاً،
عادة ما يسأله الشعراء مثلي،
للقتلة مثلك:
هل سيستيقظ ضميرك يوما ما؟!
هل ستصحو؟!
أم أنك كبقية الطيارين المهرة
تنام على المهدئات..
ثمّ تطير.. تطير
وتحلق بعيداً عن الأرض، والناس،
وجهنم التي أشعلتها؟!
Mjharbi@ahotmil.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|