لبغداد سلام خليل إبراهيم الفزيع
|
صبرا جميلاً يا ابنة الأهوال والأرزاء والنكباتِ
الكل يقرئك السلام يا بغداد من عمق السباتِ
عانقتِ في الزمن الرديء طارفة الردى والنائباتِ
سجلتِ في الأسفار معجزة النار التي لم تعرفِ الخَبْوَ
وتلك أم المعجزاتِ
دار السلام.. إذا تجرعتِ صنوف السيئاتِ
تتمردين وترفضين خنوع الأمس
تتطهرين من وعثاء السنين وآثام الجناة
وتعاقرين نشوة النصر على الضفاف
تختالين بابلية القسماتِ
مرت عهود «نيرونَ» حالكة السواد ولم يكن
فيها بصيص النور لكن الصبح آتِ
إذا سعى إليك «هولاكو»
يجر جيوشه نحو الهلاك
فأنتِ مقبرة الطغاةِ
تعويذةٌ على صدر الزمان يمنحها الولاءَ
يوم انبلاج الدهشة العذراء لمّا «شهريار»
نضا اليقين
تنداح دائرة السرورِ إلى الصباح
ليميسَ ليلُلكِ الأسنى
يعود إلى «الرشيد» جماله
يردد «السعدون» أنغام الشداةِ
في الشط «للمسقوف» دنيا تزخر بالغناء
بارتماء الضوء في حضن المساء
وارتداء النخل ثوبا من بهاء
والساهرون تسربلوا غرقى بفيض من هناء
قد كنتِ في الماضي القريب مع الوفاق على وفاق
والآن تخضل الأيادي
يلغ الأعداء من دمك المراق
لي فيكِ يا بغداد فواجع الخيبات في وقت الفراق
وإذا أعود إليك تنفرج الكوى
عن فرحتي يوم التلاقي
أنسى وتنساني الهموم
أتجرع الأفراح حتى ثمالتها
فإذن العبوس يذوب في البسماتِ
«عمي يا بياع الوَرِدْ» يشدو بها المذياع
والليل يغرق في صبوة السهد
يمنح المنَّ والسلوى للفقراء في الطرقاتِ
ومآذن تدعو مع الفجر العباد إلى الصلاةِ
ألثم في شوارعك انبثاق الضوء
انتثارَ الفجر
خيوط الشمس.. وئيدة الخطواتِ
تهدي إلى الأطفال دفء الأمنياتِ
تهب الحياةَ نبضَ الحياة
تستيقظ الآمال يعانقها الندى
فتنثر زهوها على الشرفاتِ
تستيقظ الأحلام على وجوه الأمهاتِ
فغدا يعودُ الراحلون.. من غيبة الأحزان..
من الشتاتِ
وحينها
الكل يقرئك السلام يا بغداد
يهديك باقات «الرازقي» والقبلاتِ
إضاءة:
الرشيد والسعدون من أهم الشوارع التجارية في بغداد.
المسقوف: وجبة من السمك النهري الذي يتم اختياره ليشوى.
الرازقي: نوع من الفل المعروف في العراق.
khlilf@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|