معادلة أدبية بين أمادو ومحفوظ تقع الجائزة
|
الثقافية عبدالحفيظ الشمري
المعادلة الادبية هذا الاسبوع نعيد من خلالها ترتيب اوراق الجوائز.. والحديث عنها او حولها من منطلق قد يخدم القارئ مثالنا في هذه الزاوية جائزة نوبل للادب.
«المعادلة» بطرفيها «بما ان» و «اذن» تقربنا من حالة جائزة «نوبل» العالمية وما وقع عليها من نظرات مشككة في مغازيها ومراميها منذ نشأتها الاولى.
نحن في هذه المعادلة نقيم حالة الجائزة ونربط بين قطبيها في هذه المداخلة السريعة والمتمثلة بالاديب والكاتب البرازيلي الراحل جورج امادو والملقب بشيخ كتاب البرازيل، والروائي العربي نجيب محفوظ نرى مالدى هذين الكاتبين من قدرات ادبية وطموحات لنيل شرف «نوبل» ومعوقات ومثبطات اخرى يرى النقاد انها جديرة بالاهتمام والمتابعة الجادة.
«بما ان» و «اذن» رؤية نقارب في طرفيها بين مجد كاتبين هما جورج امادو ونجيب محفوظ، لعلنا نعثر في هذا السياق على جذور هذا الولع بالجائزة ترشيحاً وحيازة..
بما ان جورج امادو اصدر اكثر من اربعين رواية وتجاوزت ترجمات اعماله اكثر من اربعين لغة من بينها لغتنا العربية وبما ان شهرة هذا الكاتب تجاوزت مشاهير آخرين بل سبقت تجاربهم بمراحل حتى عرف عن «امادو» بأنه اديب تستند اعماله الى روح الفلسفة لكثرة ما اختلط بالعديد من اساتذة الفكر والثقافة حتى تفرغه لكتابة الرواية، وبزوغ نجمه من خلالها.
وبما ان نوبل وجائزته ذائعة الصيت هي مهوى افئدة الكتاب والمبدعين والمفكرين والعلماء.. «ظل امادو» مدفوعاً من قبل مجايليه وتلاميذه لأن يصبح عالمياً من خلال «جائزة نوبل» لكن الحظ واشياء اخرى وقفت في طريقة لتحرمه من جائزة نوبل وثمارها.
«الحظ» لا حول لنا فيه ولا قوة لدينا ان نجذبه الى امادو وغيره، لكن الاشياء الاخرى هي تتلخص باختصار بأن الروائي البرازيلي قد حاز جوائز «اشتراكية» مثل جائزة بابلو يبرودا عام 1994م، وجائزة لويس دي كاميوس عام 1995م، وجائزة سينو دوكا عام 1998م وبما ان هذه الجوائز تعارض دموية صاحب الجائزة، وشبهات تقال حولها هي التي جعلت جميع الترشيحات لنيلها تُمنى بالفشل.
«اذن» هناك ولاء اكيد لنوبل ومنحاه المناقض للشعبي والتحرري، مما جعل الجائزة حصراً على الموالين وحكراً على من لم يحوزوا جوائز قد يرى البعض انها مشبوهة.
«اذن» روائينا العربي نجيب محفوظ حاز نوبل عام 1988م عن ادب عربي متميز يتفرد بخصوصيته ونأيه عن اي عنصر يمكن ان تتجاذبه اطراف مختلفة.. فمحفوظ سجل حضوره العالمي من خلال «جائزة نوبل» دون ان تكون هناك مكايدة بائنة كما لاقاها «امادو».. فلم يغز «محفوظنا» بأي جائزة اخرى عالمية غير «نوبل».
اذن «محفوظ» محظوظ بهذا الانجاز الذي قدمه للادب العربي، حيث اصبحت هذه الخطوة نحو العالمية ذات بعد دلالي يعكس رغائب دفينة لهؤلاء «النوبليين» الذين يحيكون الدسائس، ويقفون بوجه كل من يحوز جائزة اخرى ولاسيما هذه الجوائز التي حازها جورج امادو وبعض هؤلاء الذي يسعون الى وحدة الشعوب ورفع الظلم والتعسف..
ففي هذه «المعادلة» لغة اشارة توحي بحجم فاجعة الجائزة ذائعة الصيت.. تلك التي تتصيد الفائزين وكأنهم طرائد سهلة الوقوع في الشراك، فبين شيخ ادباء البرازيل «امادو» وشيخ ادباء العرب «محفوظ» تقع حقيقة المكايدة لنيل شرف حيازة نوبل.. نياشين واوسمة تغطي فاجعة الحقيقة..
هذا جدل الحياة، وتناقضاتها.. الم تروا الى حالتي الجمال والقبح فيها.. وتبصروا والكذب والصدق في كثير كثير من متناقضات تسمى الحياة.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|