نص إيقاع..!! عبدالله العييدي
|
أتأمل المدى.. الواسع في عينيك الصافيتين.. وأيقن أن الأرض. شاسعة..!
تتزاحم الوجوه.. في ناظري.. وأيقن.. أن وجهك فقط هو كل الوجوه..!
>>>
يا فتنة الصحو.. ونشوة الحلم.. يا كل البحر.. وكل العمر.. قشورٌ تلك التي أراها بدونك.. حياة مملة تلك التي أعيشها.. ولا أرتضيها.. بدون عطايا شموسك.. بدون ينابيع همسك.. أضبط وقتي.. وأحضر اسطرلابي.. لكي أرى مسار برجك في سماء اليوم.. وكل يوم.. تلوكني وحشة في بعد نجمك.. أسرجُ فرسي.. وأجعلها تجاري صهيل المسافات.. عسفها ذلك الحنين لكِ..
تعالي إلى ذلك المأوى الذي ينعم بكِ.. وإلى تلك الصومعة التي كنتِ بخورها.. وعطرها.. وألقها.. جالسي قلبي.. وطارحي روحي.. واسمعي الترانيم الخالدة بضياء وجهك.. اخترقي عروقي.. تملَّكي شراييني.. غافليني في سجودي بصلاتي.. تناغمي مع ترتيلي.. واقطني دعائي.. فلستِ إلا مشاغبة تعصف بي.. كنتُ للتو أُرتِّلكِ.. وإذا بكِ تقتحمين خشوعي.. كاد قلبي يصدق ما لا يطيق..! أعتكفتُ داخل.. عينيك.. فلا تخافي..! تينك العينان المكحولتان بالطهر.. لا أتذكر إلا أنني رحلت معها إلى عالم آخر.. لأجني صدفاً ولؤلؤاً وأسوقها قوافل لتصب في قلبكِ.. وأكون ذلك البحّار.. الذي رمى شباكه.. فثقلت عليه.. فرمى نفسه داخل البحر..! ليسمع صوتاً من داخل جوف محارةٍ معبأةٍ بالجمر.. تدفعُ إليه.. معطفاً يحمل صورة من!!.. صور الماضي.. وينعم بالدفء الأبدي!!.. ها أنا.. فلكيٌ.. وناسكٌ.. وبحار.. أنعم بكل ذلك الدفء.. ولكن!!.. بقربكِ فقط.
.. رغم الظلام.. والوحشة.. والشوارع المنهكة.. أخط.. وأمحو.. لأنقش اسمكِ داخل تجاويف قلبي الأصم.. وداخل شريان القلم!.. لأحبسكِ.. وتنعم كلماتي بالحريّة.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|