العمير.. وأنا.!
|
ما زال باقياً ديدن الأخ علي العمير، في اتهام الآخرين، وقذفهم بالحجارة، وهو طبع، إذا تحكم في صاحبه فلن يتحول عنه.. ولست أريد الخوض في اتهامات الأخ علي للأندية الأدبية والثقافية في البلاد، ذلك أنني لست محامياً عنها، ولا أنكر أن هناك بعض القصور، غير ان الاتهامات التي ساقها الأخ علي فيها تجاوزات، ولعل مرد ذلك، أن صاحبنا ـ عفا الله عنه ـ يتحدث من شبه فراغ، فهو بعيد عن الأندية، ما يشبه بعد المشرقين، لذلك فإن كتاباته تأتي من فراغ وتخمين ورجم بالغيب، وهذا كلام لا يعوّل عليه، ويصنع مثله عبدالله عمر خياط وأمثاله، كأن بين الأندية الأدبية وهؤلاء النمط من الكاتبين ـ ثارات ـ ، وأنا لا أبرئ نفسي، ولا أبرئ زملائي من رؤساء الأندية من الأخطاء، ولا أبرئ أي إنسان من الأخطاء إلا من عصم الله، انطلاقاً من قول من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم: «كلكم خطاؤون وخير الخطائين التوابون».!
< الكلمات الآنفة، كانت على الهامش، وليست رداً على ما كتب الأخ علي، فاتهاماته طوال، وهو وحده مسؤول عنها في تجاوزاته.! وأنا في هذه الزاوية، وددت أن أرد على قول الأستاذ علي أني ـ ابتعدت عن الأكاديميين، لأقول لأخي، إنني لم أبتعد عن المبرزين والناجحين منهم والأخيار.. والأستاذ العمير له نظراء، في خطف كلمة، يبني عليها كلاماً ومعاني وقصوراً، إذا شاء! والقصة هي:
< إنني دعوت أخي الدكتور حسين الواد، يوم حلّ في جامعة الملك سعود بالرياض، لينضم إلى هيئة التدريس فيها، وهو رجل مثقف بارز، من البلد الشقيق «تونس»، دعوت أخي حسينا ليحاضر عندنا، وقلت له: نريد محاضرة ثقافية، لا محاضرة أكاديمية، وأنا عنيت ما أقول، ذلك أننا نريد أن نراوح فيما نقدم، لأنا متهمون بأن الأكاديمية تتحكم فيما نقدم، وهذا ليس صحيحاً.. غير إن المجيدين من غير الأكاديميين قليل وقليل جداً، ولذلك فأكثر الذين في الساحة ـ لا يجملون ـ ، وليس كل من تحدث وكتب مقالات في صحيفة سيارة بقادر على أن يقدم فكراً وثقافة وشيئاً ينفع الناس.!
< والأندية الأدبية، متهمة عند علي العمير ومَن هم على شاكلته، بأنها تناوئ شرائح من الذين يمارسون الكتابة والحديث، لماذا لا يكون لهم نصيب يذكر في المنابر، ولماذا لا يعني بنشر إنتاجهم.!؟ وأنا وإخوتي رؤساء الأندية الأدبية، لا نرفض أي إنتاج مجدٍ لأديب من الوطن، غير ان أكثر المعروض ضعيف ورديء.. ولا أعدو الواقع إذا قلت إننا ما نفتأ ندعو القادرين من المثقفين بحق، والأكاديميين السعوديين، أن يشاركونا عبر منابر الأندية ودورياتها، لكنا لا نظفر إلا بالاعتذار في أكثر الأحيان، وبالصمت أحيانا أخرى، فماذا نحن فاعلون!؟
< أما حملة أستاذنا العمير على الأكاديميين، في ثقافة الجزيرة، بتاريخ 30/4/1424هـ، فأنا لست معه، فهم مواطنون، وهم إخوتنا، منا وفينا.. وإني أؤكد أن شرائح منهم، اكتفت بالشهادات العليا ثم نامت، لم تطور نفسها، وهي تمثل عبئا على المؤسسات التعليمية، والأجيال التي تتخرج عن أيديهم، مفلسة من التعليم، لا تنفع نفسها، لا تنفع الوطن.!
< إن وزارة الصحة، تخضع شرائح من الأطباء في البلاد للاختبارات، عبر سنوات متعاقبة، فإذا لم تجد تطورا وارتقاء تقرر إلغاء عقود هذه النماذج الجامدة.! هذا ما أعرفه عن غير السعودي من الأطباء.. أما عن السعوديين، فلا أدري.! وأنا أريد من وزارة التعليم العالي، إذا كانت بحق جادة في الارتقاء بالتعليم كما أعلن ولي الأمر والحكومة، أن تجنح إلى غربلة كيانات الجامعات، باختبارات، وفق ما يجري على الأطباء، ثم تحول غير المتطورين من حملة الدكتوراه، إلى التقاعد المبكر، أو إلى دواوين الحكومة المختلفة، إذا كان من بقائهم جدوى تذكر.. بعد أن تعطيهم إنذاراً لمهلة لا تزيد عن عامين، ان كل من لم يطور نفسه، عبر دروسه، وعبر بحوث يقدمها في مجاله، فإنه سيحال على التقاعد المبكر المحتوم.. إذاً التقويم لابد منه، ولا يقبل أحد منهم، بأقل من درجة ـ جيد جداً ـ.!
< كان ينبغي أن يكون هذا الإجراء، قبل عقدين على الأقل، منذ أن أصبح حاملو الشهادات العليا أرتالا وطوابير، ومن الأخطاء غير المنطقية، الاعتماد على الشهادات كمقياس لكفاءة حامليها، صقيلة الورق، مختومة بخاتم من ذهب.. لأن ذلك خلل كبير، لا سيما في زمن أصبح فيه أن شرائح من الشهادات العليا تباع وتشترى، وأن حامليها ليسوا أكفاء، ولا قدرة لهم على تقديم شيء ينفع غيرهم وينفعهم.!
< أرجو أن أرى من وزارة التعليم مبادرة، حماية لدورها في التعليم الجامعي المسؤولة عنه، لتغربل هيئات التعليم، التي جمدت سنين، ومع ذلك فيها باقية أعباء ثقال، لا تقدم شيئاً يرتقي بمسيرتنا التعليمية، الحلم والأمل والضروري المجدي لليوم والغد.!
++
عبدالفتاح أبو مدين
++
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|