على ضفاف الواقع عندها غفرت لكل أعدائي غادة عبدالله الخضير
|
(1)
عندما عرفتك أيها الألم..
غفرت لكل أعدائي..
قسوتهم وبغضهم..
وخططهم المدمرة..
وحقدت عليك..
(2)
كتبها وهو يعلم انها تحبه لكنه لم يكن يعلم انها أيضاً تحتاجه:
«بكيت لكن دمعة حارقة تلك طردت من عيني وقرأت في صغر صفحتها بعض ذكرياتي؟.
يقولون ان الماضي ينثر الماء البارد على ربيع الحاضر الذي فقد لونه وعشبه الأخضر.. ويقولون ان الماضي هو ذلك الحبر الذي نرسم به بعض لحظات نتمنى ان تعود لكننا نعجز حتى عن اقتراف القيام بها مرة أخرى حتى لا تفقد وهجها وتحترق دون ان تضيء..!!
ويقولون انه «خزنة» الإنسان يحمل فيها ما تبقى من مواقف وصور شهدت صولاته في الحياة قوته وضعفه وبعض حكايا السمر.
ويقولون انه ظل ونار.. حرائق مشتعلة وأخرى تحول رمادها إلى غذاء ريح وأخرى تضمر الحنين إلى حين الحنين.
الألم يفترس جسدي الآن.. ألم يسير ببطء قافلة سياط الشمس يلهب جسدها ويجعلها أكثر كسلاً.. والطريق أقصر من نظر مسن وأطول من حلم.. والمجهول يجعل كتاب العمر عامر بالتوقعات والخوف..
ما كان بوسعي حينها إلا ان أتأمل «البوم صور» قديم سجن الشباب فيه والعمر الندي.. تألمت.. وبكيت.. وتذكرت هذا العمر السبعيني الذي أعيشه وبين صورة في العشرين من عمري كنت أقفز فيها من فوق صخرة كانت كبيرة وكنت الشقي.. من يحرك رميم السكون فيها ويعيد لي فقط تلك الضحكة التي كانت تقفز معي لحظتها..
تساءلت أي قسوة تلك التي كانت فيمن فكر في اختراع فكرة التصوير/ سجن اللحظة ألم يفكر في الألم الحاصل بعد عمر ألم يفكر في الحزن أو الدموع أم انه افترض جانبا واحداً توقع انه الاكثر احتياجا لدى الإنسان.. اللحظة السعيدة فقط.
الصور تلك الحكايا الساكنة.. تلك المشاهد المتوقفة عن النبض.. تلك الملامح التي سرق منها الجنون وبقيت كشجرة عجوز مهملة.
ما الذي يجعلني اكتب لك كل هذا؟
أهو الألم الذي يجعلني اكثر صمتا؟
أم هو الخوف من الموت الذي يجعلني اكثر سكونا؟
أم هي ملامحك عندما شاهدتني لأول مرة ونطقت بها دون قصد.. ما الذي غيرك؟
أم هو البعد هذا الذي أخذ مني ما أخذ وتركني عظاماً هامدة.. وفشلت في القرب ان اكون ذلك الأب الذي يزرع الحنين بعد جفاء العمر..؟
اعترف كانت أرضك خضراء خصبة وكان لي فيها متسع وبراح.. لكن العمر لا يسمح بأكثر من اجترار ذكرى والتفاتة حانية إذا أمكن.. لما تبقى؟
هزي إليك بهذا الجذع.. ما الذي يمكن حصاده إلا الألم؟».
++
ghadakhodair@hotmail.com
++
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|